قرّرت وزارة الثقافة مؤخّرا نقل مهرجان الفيلم الأمازيغي إلى ولاية تيزي وزو وتثبيته هناك بعد أن عمد منظّموه منذ تأسيسه في 1999 ثم ترسيمه في 2005، إلى جعله متنقّلا بين مختلف ولايات الوطن ليجوب كلا من تلمسان، سطيف، سيدي بلعباس، بجاية وغيرها. هذا التنقّل الذي كان يعتبره منظمو المهرجان الخصوصية أو الميزة التي تتمتّع بها التظاهرة دون غيرها من التظاهرات التي تعنى بالفن السابع في بلدنا على قلته، جعل من نشر الثقافة السينمائية والتعريف بالسينما الأمازيغية جزءا من الثقافة الوطنية، وهدفا أساسيا للتظاهرة التي استطاعت عبر دوراتها التسع تحقيقا نجاح معتبر. وعلى هذا الأساس تمكّن المهرجان في كلّ دورة من دوراته اختيار موقع جديد لتوسيع المواعيد مع الشاشة الكبيرة الشيء الذي كان يخلق ديناميكية كبيرة لاسيما في وسط الشاب العاشق لهذا الفن. وفي هذا السياق، كان محافظ المهرجان عصاد سي الهاشمي أعلن في مناسبات عديدة أنّه ورغم صعوبة التنقّل من مكان إلى آخر والمشاكل التي تواجهها إدارة المهرجان التي كانت تبدأ مع كلّ دورة من الصفر، لاسيما مع نقص الهياكل الضرورية لاحتضان التظاهرة عبر مختلف الولايات وكذا تقاعس بعض الهيئات المحلية عن احتضان التظاهرة ودعمها، إلاّ أنّ حضور التظاهرة في مختلف الولايات ولقائها جمهورا مختلفا في كلّ مرّة، كان يشكّل نقطة قوّة للتظاهرة جعلتها موعدا ينتظره الكثير من المهتمّين خاصة وأنّ المهرجان تعوّد على تنظيم ورشات تكوينية وتربّصات مختلفة يديرها ويشرف عليها مختصون من الجزائر وخارجها في مهن هذا الفن المتعدّدة لصالح شباب الولاية الذين تستهويهم السينما. إلى جانب انفراد التظاهرة باستضافتها لسينما عالمية عبر أعمال وأسماء مهمة كان آخرها السينما الإيرانية وقبلها السينما اللبنانية ... وغيرها، كانت تخلق احتكاكا ثريا وهاما بين المخرجين والمشتغلين بالسينما في الجزائر مع نظرائهم عبر العالم وفرصة للتعارف وتبادل الخبرات وإقامة شراكة ثقافية مع مهرجانات سينمائية معروفة دوليا. ورغم ذلك فإنّ محافظ المهرجان سي الهاشمي أكّد في تصريح ل"المساء" أنّ نقل المهرجان إلى ولاية تيزي وزو قد تكون له إيجابيات أهمّها بعث الثقافة السينمائية في الولاية وجعل الشباب يتعرّفون أكثر على هذا الفن ومهنه المختلفة هذا من جهة، ومن جهة أخرى دفع سلطات الولاية إلى إنشاء هياكل خاصة لا سيما قاعات سينما، مشيرا إلى أنّ السلطات المحلية وعدت إدارة المهرجان بإنشاء قاعة سينما بالولاية تكون جاهزة قبل انطلاق الدورة المقبلة شهر جانفي 2010.