يعود الكاتب الروائي إيدير اعمارة في هذا الحوار، إلى روايته المستلهمة من قصته الحقيقية وعلاقته بأمه، حيث تبدأ فصول هذه القصة المؤثرة بمجيئ الولد إلى الوجود، ونجاته من الموت الذي حصد سبعة من إخوته، فسُمي "ايدير" (الحي بالقبائلية)، ليحيا وينجو من قدر ظل يلاحق عائلته، بفجائع لا يبرأ منها جرح حتى يظهر آخر، فعنوان الرواية "الناجي من المقبرة"، يوحي بحجم المأساة ولطف الله بالعائلة. ❊ روايتك "الناجي من المقبرة" تروي قصة حقيقية، عشتها أنت شخصيا، ما الدافع من وراء ذلك؟ ❊ الكتابة هوايتي منذ أن كنت تلميذا في الثانوية، ثم طالبا في الجامعة، حيث أهوى قراءة الروايات، على غرار جبران خليل جبران، مولود فرعون، مولود معمري، مصطفى لطفي المنفلوطي وغيرهم، وهو ما دفعني إلى دخول عالم الكتابة، كما أن القصة التي عشتها دفعت بي إلى تجسيدها في رواية، ألفتها باللغة الفرنسية، قبل أن أقوم بترجمتها إلى اللغة العربية، أواخر سنة 2024. ❊ هل ترجمة روايتك إلى اللغة العربية، غايتها منحها صدى أكثر أو النزول عند رغبة القراء؟ ❊ طبيعة الرواية والقصة التي تناولتها في كتابي "الناجي من المقبرة"، جعلتني أفكر في ترجمتها إلى اللغة العربية، كما أن الكثير من الأشخاص طلبوا مني ترجمتها إلى العربية، لتمكين أكبر عدد من القراء من قراءتها، وهو ما جعلني أقرر ترجمتها شخصيا، خاصة وأنني أتقن لغة القرآن جيدا، كما أن إعادة كتابتها جعلني أعيشها مرة أخرى، وأعطي لها المعنى الصحيح حتى يستوعبها القراء. القصة في حد ذاتها، تستحق أن يتم تجسيدها في رواية، بالنظر إلى ما عاشته أمي خلال تلك الفترة، حيث استوحيت العنوان منها، كما أنني أميل إلى الكتابة، رغم أنني درست العلوم في الجامعة، وما حفزني أكثر، الاهتمام الكبير الذي أحاط صدور الرواية، والذي لم أكن أتوقعه، حيث اكتشفت أن نفس قصتي عاشها المئات من الأشخاص. ❊ وكيف استوحيت عنوان القصة من الأم؟ ❊ عندما ولد وكبرت، أتذكر جيدا، كنت أرافق أمي في القرية عند زيارتها للأهل، وكانت العائلات غالبا ما تتداول اسمي "إيدير"، وتقول إنه الناجي من المقبرة بعد وفاة سبع من أخواتي، ومع السنوات وزيادة وعيي بمحيطي، وتبادل الحديث مع أمي، فهمت الكثير من الأمور والأفكار، ولمست معاناتها خلال تلك الفترة، إلى درجة أنها لم تفارقني منذ ولادتي، خوفا علي، كل هذه العوامل ساهمت في تأليف هذه الرواية الأولى، التي لقيت اهتماما من طرف القراء.