قبلة سياحية روعة في الجمال حباها الله بمميزات جغرافية وطبيعية تعكس ثراء هذا البلد، هي غابة جبل الوحش بقسنطينة التي ترتفع في حدود ال700 متر فوق سطح البحر، والتي تضم حظيرة كانت من أكبر حظائر الترفيه والتسلية بالوطن، لتصبح اليوم مساحة خاوية على عروشها بعدما هجرها مرتادوها وفرطت فيها كل الجهات المعنية. حظيرة جبل الوحش المتواجدة بأعالي سفوح قسنطينة، تتربع على مساحة تتعدى ال03 آلاف هكتار وتضم العديد من أنواع النباتات، كما كانت تضم العديد من الحيوانات النادرة كان مآلها التهجير أو الموت جوعا، تعاني ومنذ سنوات التسيب والإهمال من قبل السلطات المحلية التي لم تعمل على إنقاذ هذه المحمية الطبيعية، كما أن جشع المستثمرين والمستغلين حال دون النهوض بهذه الأخيرة بسبب افتقارها إلى هيكل تنظيمي مسير لها يسهر على حمايتها، بالرغم من تنوعها البيولوجي واحتلالها لمكان استراتيجي يناسب الاستثمارات السياحية، فالحظيرة كانت تضم 196 طائر مختلف تضاف إليها تلك الطيور المتواجدة بالبحيرات والتي تهاجر من الدول الأوروبية، إلى جانب احتوائها على 20 نوعا من الشجر النادر... كما تعتبر حظيرة جبل الوحش بمثابة منتجع صحي نظرا لارتفاعها ب700 متر وتجدد الهواء بها، حيث يسمح بعدها عن صخب المدينة باحتلالها الصدارة لاستقطاب الهدوء و الراحة النفسية. هذا، وكانت مديرية أملاك الدولة قد وقعت مع العديد من المستثمرين عقودا بغرض استغلال المنطقة و تحويلها إلى مساحة للتسلية واستقبال العائلات، إلا أن تماطل وجشع بعض المستثمرين، وكذا التعقيدات الإدارية، حالت دون ذلك، لتتحول الحظيرة اليوم إلى بؤرة للمجرمين لممارسة كل الأفعال اللاأخلاقية، حيث سجلت بها العديد من حوادث القتل والسرقة، كما أنها كانت مأوى لبعض الجماعات الإرهابية التي كانت تنشط بالجبال هناك، وهذا نتيجة لامبالاة المسؤولين بوضع إجراءات ردعية صارمة لحماية المنطقة في انتظار تصنيفها الفعلي كمحمية وطنية وإقامة مشاريع فندقية وسياحية تعود على الولاية بالربح الوفيرة، خاصة و أنها استهوت العديد من الأجانب الذين اندهشوا لكونها مهملة وغير مستغلة. من جهتها، حاولت بعض العائلات القسنطينية تغيير التقليد، حيث حاولوا التوجه إلى غابة جبل الوحش، إلا أن الشعور باللاأمن والخوف حال دون ذلك، فالحظيرة لا يوجد بها حراس أو حتى أعوان أمن. وقد سجلت محاولات محتشمة من قبل مديرية البيئة بمعية السلطات الأمنية، بغرض توفير حاويات للأوساخ لحماية بعض الأصناف من النباتات النادرة من التلف، إلا أن هذه الأخيرة بقيت دون تنفيذ. أما بالنسبة للبحيرات الثلاث التي تهاجر إليها مختلف الطيور النادرة والتي تحتل مساحة كبيرة وموقعا وسط سلسلة جبلية كثيفة، فقد أصبحت مكانا لغسل السيارات من قبل المواطنين ومحطة صيد للاسماك المتواجدة بها، الأمر الذي جعل أغلبيتها تهاجر أو تموت جراء التلوث البيئي الذي يحدث هناك. من جهة أخرى، دعت العديد من الجمعيات التي تدافع عن الطبيعة، إلى إنقاذ المنطقة بعد أن تحولت إلى منطقة رعي من قبل بعض المربين و مفرغة عمومية غير مصرح بها، مما أتلف الكثير من أنواع النباتات التي تنمو بصفة طبيعية فيها، لتبقى اليوم محمية جبل الوحش مجرد اسم ومشروع قيد الإنجاز ينتظر التحرك السريع للسلطات المحلية والمستثمر الغيور على وطنه ليؤهلها حتى تصنف كمحمية وطنية، لما تملكه من سحر وموقع استراتيجي خلاب لإنشاء منتجع سياحي ناجح و يخرج الولاية من سبات سياحي امتد لسنوات عديدة.