يظهر حاليا أن نظرة حواء إلى آدم قد تغيرت لعدة اعتبدات فرضتها ظروف معينة. "المساء" حاولت معرفة أهم هذه الاعتبارات، كيف أصبحت حواء تنظر لآدم، وما هي الأسباب التي جعلتها تغير نظرتها إليه؟ وما هي الصفات التي تحبها المرأة في الرجل؟ عندما تصل المرأة والرجل إلى سن معينة يصبح البحث عن الاستقرار عن طريق تأسيس بيت عائلي نتيجة حتمية، كيف لا وهي فطرة في بني البشر موجودة حتى عند الحيوان الذي يبدأ في البحث عن رفيقته بدافع الغريزة لبناء عائلة، إلا أن هذا المفهوم تغير اليوم، لأن المرأة أصبحت تسعى لبلوغ مناصب وتحقيق أحلام تنسيها في بعض الأحيان تقدمها في السن، والذي يساعد بدوره على نضوجها فتصبح نظرتها إلى الرجل مختلفة، لأن هذا الأخير أيضا وبحكم عدة عوامل تراجعت مكانته واهتزت لدى بعض النساء. ولمعرفة نظرة حواء اليوم لآدم قمنا برصد بعض الآراء لفئات عمرية متباينة نستعرض لكم بعضها تمنيت لو كان زوجي بشخصية أبي التقينا بالأبيار السيدة (نوال.م) 28 سنة جامعية ماكثة بالبيت وأم لطفل فقالت، "لا وجه أبدا للمقارنة بين رجل اليوم ورجال الأمس خاصة فيما يتعلق بتحمل المسؤولية، وأقول هذا لأني بعد أن تزوجت اكتشفت أنه عند أول مشكلة اعترضت حياتنا قال سريعا "ليتني لم أتزوج ليتني بقيت أعزبا .." رغم أن تلك المشكلة لم تكن معقدة إلى ذلك الحد، وعلى الرغم من أن الزواج كان بطلب منه واختياره، لذا أقول إنه شتان بين رجال اليوم ورجال الأمس، فأبي مثلا وبشهادة والدتي حمّله والداه المسؤولية منذ نعومة أظفاره، فلا تهزه المشاكل أو متاعب الحياة مهما كبرت رغم أنه تزوج صغيرا في السن، ناهيك عن أن والدتي لا تزال إلى اليوم تخافه وتوليه احتراما كبيرا، وهو ما لا أستطيع أن أقدمه لزوجي لأني لا أشعر بهيبته ولا بقوة شخصيته، على العكس صغر في نظري عندما اهتز عند أول عائق واجهه وانتابني شعور بأني قد أخطت الاختيار. المرأة العاملة.. بنك مضمون وإذا كان ذلك رأي سيدة متزوجة ومتعلمة فإن (كريمة.ق) ذات ال30 عاما عزباء عاملة بمؤسسة اقتصادية تقول في رجل اليوم بصريح العبارة "رجل اليوم استغلالي انتهازي، همه الوحيد البحث عن امراة عاملة لديها سكن أو سيارة حتى يعيش إلى جانبها كالطفيلي، يحب الظهور والتباهي والعيش الكريم دون أن يبذل أدنى جهد" وتضيف "أقول هذا عن تجربة، فجميع من تقدموا لخطبتي كنت أقترح عليهم التوقف عن العمل لأني أرى أن مكان المرأة بالبيت لتربية الأطفال والاهتمام بشؤون العائلة، إلا أني لاحظت رفض الطرف الآخر خاصة وأن راتبي جيد، وحدث يوما أن طلبني شاب عاطل عن العمل للزواج فتساءلت يومها كيف يفكر هذا الشاب؟ أم يعتقد أني البنك الذي يسد نفقاته !! ولأني لم أجد لحد الساعة رجلا يستحقني أشعر إلى جانبه بالطمأنينة وراحة البال ويفهمني، أفضّل العنوسة". راحت ريحة الرجولية من شباب اليوم قررنا البحث عن سيدة من الزمن الماضي لتجري لنا مقارنة بين رجال اليوم ورجال الأمس بحكم أنها عاشت الجيلين، فالتقينا الحاجة سعيدة ذات ال70 سنة، تقربنا منها حيث كانت تبتاع الخضر من سوق الأبيار، وحول الموضوع قالت "كل حاجة تاع زمان راحت حتى الرجلة ماراناش نشوفوها اليوم في الشبان"، تسكت قليلا وتضيف "أتذكر أن زوجي رحمه الله كانت الرجولية بارزة فيه، عندما أقف أمامه أشعر بالخوف، وأكن له الكثير من الاحترام والتقدير، فلم أكن أخرج إلا معه، وإن رغبت في الذهاب إلى مكان ما أستشيره وإن رفض لا أعارضه مطلقا لأني أدرك تماما أنه عندما رفض رأى مصلحتي في ذلك" أما شباب اليوم -تقول - "إلا من رحم ربي، بهلول" يخافون من المرأة ويعطوها حرية كبيرة خاصة إذا كانت متعلمة أو عاملة، وهو ما جعلها تحط من قدرهم وتستهين بهم، إلى جانب أنهم لا يمتلكون ذرة مسؤولية "يحبوا الحاجة الواجدة" وتعلق مستهزئة "لا أظن أننا سنجد في شباب اليوم ولو القليل من "ريحة زمان"، لأني أصبحت في بعض الأحيان أخلط بين الرجل والمرأة لشدة اهتمام الشباب بالجمال والأناقة، كوضع الجال ووضع "الكحل" أو لبس سراويل غير لائقة، على حساب أمور أهم".