ضياع الطفل العربي في العوالم الافتراضية، الخطر المحدق بالأطفال من العالم الإلكتروني واستراتيجيات الخروج من هذه الأزمة، هي موضوع الحديث الذي جمعنا بالدكتور العبد الله طايس الجميلي المدير العام للمركز الثقافي للطفولة بقطر. -المساء: تحدثت خلال تدخلك في ندوة استراتيجيات الدفاع الاجتماعي عن الخطر المحدق بالطفل العربي والمتمثل في الاختطاف الالكتروني، ماذا قصدت به؟ *الدكتور الجميلي: موضوع العالم الافتراضي والمنافسة الالكترونية قائم في كل مؤسسة وكل بلد، فكل أصحاب المشاريع الخاصة بإعادة تشكيل هوية الطفل تتنافس على من يستطيع أن يأخد من وقت الأطفال ومن اهتمامهم والتفاعل معهم لوقت أطول، الآن أصبحت هذه المساحة عالمية مفتوحة فيها كل يوم الجديد فهناك منافسات كبيرة تستهدف عالمنا العربي والإسلامي، الآن هم ليسوا بحاجة لدبابات ومدرعات ولا لفضائيات أو إرسال كتاب أو ترك ورقة، بل استطاعوا أن يأخذوا من وقت الأبناء أكثر مما يأخذ الآباء والأمهات والمدرسون. - نود توضيحا أكثر * الطفل يقف أمام عوالم افتراضية تقتلعه من بيئته، إلى الآن يتوهم الكثير من المربين والمدرسين أن أبناءهم بالبيت ويمتلكون التأثير عليهم ويغيب عن بالهم أن هناك من يتفاعلون معه، وإن كان الأبناء يجلسون في البيت والفصول الدراسية، إلا أن عقولهم وأرواحهم مع العوالم الافتراضية، أنا لا أقصد فقط تقنية المحادثة المباشرة أو"التشاتينغ" أو تصفح الفايس بوك، بل كذلك العوالم الافتراضية الأخطر التي تكون على شكل ألعاب تأخذ من متوسط وقت الطفل 4 ساعات يوميا، فيها يعيش بكل مشاعره وأفكاره وعواطفه في عالم بعيد عن عالمنا، يوفر له ما لا يوفره له الأب والمدرسة وما لا توفره له الأسرة، ويجد مبتغتاه العاطفي فيه والتحدي المالي، أي أنه يحصل على كل ما يريد في العالم الافتراضي. - إذن هناك حضور قوي للطفل العربي في عالم الأنترنت؟ * هناك بعض المؤسسات التي تحصي أكثر من 12 مليون طفل مستخدم للأنترنت وفي كل لحظة يدخل 75 ألف طفل إلى الأنترنت. - كيف تصف المواقع المستهدفة للطفل؟ * جزء منها يقوم على الجانب الاقتصادي أو من منطلقات إيديولوجية ولا يعير لقيمنا وتراثنا وديننا أي اهتمام، فهي تمثل خطرا كبيرا لا يستهان به. - إذن ماهو الحل الناجح لاستعادة أبنائنا المخطوفين إلكترونيا؟ * الرقابة لا تكفي وهو أسلوب تقليدي ولا ينفع في استرجاع أطفالنا المخطوفين، فاسترجاعهم لابد أن يتم إلكترونيا بمشاريع ناضجة تحاكي أطفال اليوم باستراتيجيات مستقبلية ولابد أن نحاكي من خلالها أطفال المستقبل، فهو الجيل الذي سيشكل العالم العربي والإسلامي، فلا بد أن تكون هناك استراتيجيات دقيقة تعتمد على عقليات متفتحة على العصر الحالي وليست تلك التي أكل عليها الدهر.