يشكل إدماج الأطفال المعاقين في المدارس العادية إحدى الأولويات الرئيسية لممثلي الحركة الجمعوية الذين دعوا إلى تغيير الذهنيات وضرورة التحسيس. وأشار رؤساء الجمعيات على هامش ندوة حول الإدماج المدرسي للأطفال المعاقين نظمتها أمس المنظمة الدولية للمعاقين إلى أهمية إدماج الأطفال المعاقين في المؤسسات التعليمية العادية قصد تفادي شعورهم بالتهميش. وبعد الإشادة بالجهود التي بذلتها الدولة لصالح الأطفال المعاقين لا سيما من خلال فتح أقسام خاصة، حيث يتم تدريس البرامج البيداغوجية نفسها، اقترح ممثلو الحركة الجمعوية تنظيم عدة حملات تحسيسية باتجاه التلاميذ والمربين حتى يتقبلوا زملاءهم المعاقين. وأكد رئيس جمعية ترقية وإدماج الأشخاص المعاقين (اليمامة) بشير براق أن الإدماج المدرسي للمعاقين في المدارس العادية "جد هام وضروري لتلقين المجتمع ثقافة التسامح". وقال انه "من أجل تمكين معاق من الاندماج في المجتمع يجب أن نبدأ من التربية، لأن المدرسة هي التي تُكوِّن مواطن الغد". واعتبر السيد براق أن دور الحركة الجمعوية "جد مهم" في مجال التحسيس وتعزيز الأعمال والبرامج التي تنجزها الدولة لصالح المعاقين. واعتبر رئيس الجمعية الوطنية للإدماج المدرسي والمهني للمصابين بالتثلث الصبغي (متلازمة داون) جمال الدين حمادة أن تمدرس الأطفال المعاقين "ليس مهيكلا" لا سيما بالنسبة للأطفال المصابين بالتثلث الصبغي. وأشار إلى أن "البرامج البيداغوجية لا تأخذ بعين الاعتبار اختلافهم، ولذلك يزاولون الدراسة لسنة أو سنتين ثم يغادرون مقاعد الدراسة ولا يجدون أي حل لوضعيتهم". وقد دفع هذا الوضع بأولياء الأطفال المصابين بالتثلث الصبغي إلى الانضمام في جمعيات للعمل على فتح أقسام خاصة في المدارس العادية لتمكين هؤلاء الأطفال من متابعة تمدرس يدوم تسع سنوات ويضمن لهم مستوى دراسيا يعادل السنة السادسة ابتدائي، حسب السيد حمادة. وأشار المتحدث ذاته إلى فتح 27 قسما خاصا بالأطفال المصابين بالتثلث الصبغي على مستوى المدارس الابتدائية العادية بتسع ولايات، و14 ضاحية لفائدة 237 تلميذا. ومن جهتها اعتبرت رئيسة جمعية المساعدة على التكفل بالأطفال كثيري الحركة وعائلاتهم السيدة نصيرة معلوم أنه بالرغم من الجهود التي تبذلها السلطات والحركة الجمعوية "يبقى إدماج الأطفال المعاقين اجتماعيا يواجه بعض العراقيل". كما تطرقت إلى "قلة عمليات الاتصال والتحسيس اتجاه المربين" الذين "يجب إشراكهم بشكل أكبر في الإدماج المدرسي للأطفال المعاقين". ومن جهة أخرى قدم مدير التكوين بوزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية في الخارج السيد الطاهر بوتاغان أهم البرامج الخاصة بالتربية الموجهة للأطفال المعاقين بالجزائر. كما أوضح أنّ المشكل ليس ماليا فقط لأنّ هناك أيضا مشكل الذهنيات التي "تعارض تفتح الأذهان لقبول الأطفال المعاقين في المدارس العادية"، مؤكدا أيضا أهمية القيام بمسعى منسق يقوم على التشاور لضمان الاندماج الاجتماعي". وأعلن السيد بوتاغان عن إطلاق قريبا دورة تكوينية لفائدة المساعدين الاجتماعيين لتوجيه وتكوين أولياء الأطفال المعاقين. وأوضح أن الجزائر تتوفر على 157 مركزا متخصصا يضم 14.000 طفل شاب معاق يؤطرهم 2.485 مهنيا، مضيفا أنه تم فتح 74 قسما متخصصا موجها للأطفال المعاقين حسيا على مستوى 35 ولاية في السنة الدراسية 2008 - 2009 في المدارس العادية. (وأج)