تسعى الجمعية الفنية "الكنوز الثمينة" بولاية غليزان إلى إدماج هذه الولاية في الحراك الثقافي الوطني وفك العزلة عنها والتي لازمتها لسنوات طويلة على الرغم من التراث الذي ترقد عليه. انتفضت نخبة غليزان من أجل ثقافة وتراث منطقتها لتتمكن مجموعة من الاطارات والباحثين في جوان الفارط من تأسيس جمعية (معتمدة) تحمل اسم "الكنوز الثمينة". الجمعية متكونة من 15 عضوا و40 منخرطا حملوا على عاتقهم انقاذ هذا التراث المادي وغير المادي وتفعيله ثقافيا وعلميا، علما أن كل هؤلاء متطوعون بل يقدمون الدعم المالي للجمعية من حسابهم الخاص بما في ذلك مقر الجمعية الذي هو السكن العائلي لرئيسها. للإشارة فقد تحدث رئيس الجمعية سيدي عمر عدة (ماجستير حقوق) عن الغيرة التي حملته وزملاؤه لتبني هذا المشروع الثقافي والاجتماعي كل في مجال اختصاصه، والبداية كانت من الذاكرة من خلال التحسيس بواقع المناطق الأثرية بالولاية منها الرومانية مثلا وقد قامت الجمعية بحصر بعض المواقع الأثرية المتضررة منها موقع عمي موسى الروماني، والقلعة وهي عبارة عن مقبرة بها روفات 360 جندي إنكشارين في العهد العثماني وللأسف ترعى فيها الاغنام حاليا. فيما يتعلق بالذاكرة الأقرب في التاريخ فقد نظمت الجمعية في 16 أوت الفارط بمدينة غليزان (مقر الجمعية) ندوة تاريخية عن مآثر الثورة التحريرية، كما رصدت برنامجا ثقافيا مضبوطا نشطت به شهر رمضان. فتحت الجمعية أيضا النادي الأخضر لنشر الثقافة البيئية بين الجمهور وفتحت خطا أخضرا لاستقبال أية مشكلة بيئية خاصة وأن بعض أعضاء الجمعية إطارات في هذا المجال (كالزراعة مثلا). في أكتوبر الفارط فتحت الجمعية "نادي الطفل" به مربيات لنشر القراءة والتحصيل العلمي عند الصغار بطرق بيداغوجية. تحاول الجمعية أيضا تفعيل تظاهرة أيام مسرح المدينةبغليزان والذي لم ينله الحظ من الانتشار والتغطية العلمية، عكس تظاهرات ثقافية أخرى تقام في الولايات المجاورة كمعسكر وبلعباس ومستغانم والتي تحتضن تظاهرات معروفة وطنيا وحتى دوليا (موسيقى، مسرح، تاريخ...). لذلك تعمل الجمعية على أن لا تكون غليزان أقل حظا. حاليا تقوم الجمعية بانتاج كتابين الأول جاهز سيصدر قريبا بعنوان "فلسطين تاريخ وآثار" وهو خاص بتاريخ المدن الفلسطينية، وساهم فيه العديد من الخبراء والمؤرخين الجزائريين والعرب، وقد نالت مدينتا "القدس" و"غزة" حظا أوفر فيه فغزة مثلا تم تعريفها حيا بحي. أما الكتاب الثاني فبعنوان "إسهامات المرأة في الثورة" ويتضمن شهادات حية لمناضلات وأمهات جزائريات ساهمن في الثورة وقدن في مرحلة ما بعد الاستقلال معركة بناء الدولة الجزائرية. كما ضبطت الجمعية برنامجا لتنظيم مهرجان وطني للتراث في أفريل القادم ولا ينقصها سوى الدعم. "الكنوز الثمينة" مصرّة على البروز رغم الامكانيات المحدودة وتؤكد أن العمل وحده هو عربون القبول والنجاح. للتذكير فإن الجمعية رائدة في العمل التعبوي والحملات التحسيسية منها مثلا حملتها الأخيرة الخاصة بالتبرع بالدم.