أطلقت الكشافة الإسلامية الجزائرية، أمس، حملة جوارية تحسيسية للوقاية من حوادث المرور تزامنا مع الحملة الوطنية التي أطلقتها الإذاعة الوطنية يوم 4 جانفي الفارط، فيما ينتظر أن تحذو الحركات الجمعوية والنوادي الرياضية وحتى الفنانين وشخصيات من الطبقة السياسية نفس الخطوة، بهدف الحد من إرهاب الطرقات. وفي هذا الصدد، ركز السيد نور الدين بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية خلال انطلاق الحملة التحسيسية من مقر فوج تيروش محمد ببلدية الرويبة، على دور الطفل في حمل هذه الرسالة القوية انطلاقا من الأسرة، من خلال اسداء النصائح وكشف الأخطار والدعوة للقيادة بسرعة منخفضة وعدم التجاوز الخطير، من منطلق أن الطفل يستطيع التأثير على والديه، مشيرا إلى أهمية العمل التوعوي في الميدان بالتقرب من الناس والسائقين بالدرجة الأولى. ومن جهة اخرى؛ رحب بقانون المرور الجديد الذي طغى عليه الجانب الردعي والصرامة من خلال اتخاذ العقوبات بدفع الغرامة وإيداع الحبس لكل مخالف للقانون. وأشار السيد بن براهم إلى أن هذه الحملة الجوارية تحمل بعدا بيداغوجيا يعتمد على مرجعيات عدة، منها الدينية والقانونية والنظامية لإيصال المعلومات إلى المواطنين حول أهمية التقليل من إرهاب الطرقات، وأكد في السياق على الدور الفعال الذي يمكن أن يلعبه المنتخبون المحليون في تحسيس المواطنين حول التقليل من حوادث المرور. من جانبه، أشار السيد حريتي عبد السلام رئيس قسم الأمن والدراسات بالمركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، إلى أن العمل التحسيسي يبقى العصب الرئيسي في إنجاح عملية تقليص عدد حوادث المرور رغم نقص الثقافة التوعوية. وأكد أن المركز منذ 1998 يشتغل في هذا الجانب وتبنى استراتجيته وفق أربعة نقاط محورية، الأولى تتعلق بتربية الطفل على قواعد السلامة المرورية، ثم التكوين على مستوى مدارس السياقة لتكوين سائقين مثاليين، والعمل التوعوي، فضلا عن آخر وسيلة وهي الردع والصرامة في العقاب. وشملت الحملة التي انطلقت من مقر بلدية الرويبة بمشاركة 130 كشافا انطلاق نادي الطفل للوقاية من حوادث المرور الذي يعتبر مجالا يجتمع فيه الأطفال لإيجاد الحلول الممكنة للتقليل من حوادث المرور عن طريق التوعية والتحسيس، وتهدف الحملة التي تأتي جراء استفحال حوادث المرور على مستوى التراب الوطني إلى المساهمة في التقليل من هذه الظاهرة ومن عدد ضحاياها وتحسيس المواطنين بمخاطر الطرقات، وكذا المساهمة في تخفيض الخسائر المالية والمادية الناجمة عن هذه الحوادث. يشار إلى أنه تم تنظيم معرض بساحة بلدية الرويبة من طرف المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق بالتنسيق مع الكشافة الإسلامية الجزائرية بالإضافة إلى تنظيم ممر لتعليم السياقة خاص بالأطفال، وستكون متبوعة بأخرى من المقاطعة الإدارية لبراقي لتتوسع خلال الأسابيع المقبلة إلى ولايات أخرى بداية من ولاية تيسمسيلت. يذكر أن الحملة الوطنية للوقاية من حوادث المرور يشارك فيها 120 ألف كشاف عبر الوطن بالتنسيق مع الوزارات المعنية والدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية وشركات التأمين ووكلاء السيارات والحركة الجمعوية وأئمة المساجد.