أكدت الجزائر استعدادها للتعاون مع مختلف آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في معالجة جميع القضايا المتعلقة بترقية وحماية حقوق الإنسان وأكد ممثلو الجزائر في الدورة ال13 لمجلس حقوق الإنسان المتواصلة أشغالها إلى غاية 26 من الشهر الجاري بجنيف التمسك بتسوية قضية المفقودين، كونها تندرج في سياق مواصلة تكريس ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ومعالجة مخلفات العشرية السوداء. ودافع الوفد الجزائري المشارك في أشغال الدورة عن المواقف الجزائرية فيما يخص جميع القضايا المطروحة للنقاش، سواء تلك المتعلقة بمحور "الاختفاء القسري أو غير الطوعي" او تلك المتعلقة بالحفاظ على خصوصية الأشخاص، وقال عضو الوفد الجزائري السيد لمين بن شريف في تدخله حول موضوع الاختفاء القسري أول أمس الثلاثاء ان الجزائر مستعدة "لمواصلة الحوار مع فوج العمل الاممي المكلف بمتابعة قضايا الاختفاء القسري من منطلق سعي الجزائر الى معالجة هذا الملف من خلال التطرق الى كل الحالات المطروحة على مستوى الفوج"، لكن السيد بن شريف شدد في هذا السياق على ضرورة ان يأخذ الموضوع الواقع الجزائري وذلك من زاوية انه يجب ان لا يتعارض والقوانين الوطنية المطبقة في هذا الشأن. واعتبر عضو الوفد الجزائري في أشغال الدورة ال13 لمجلس حقوق الإنسان فتح الجزائر للحوار مع فوج العمل المكلف بالاختفاء القسري "رسالة قوية" منها تعبر عن إرادتها في التواصل والتعاون مع الآليات الأممية الناشطة في مجال حقوق الإنسان دون استثناء أي مجال أو أية قضية، وهو ما جعل اللقاء المنعقد بين الجانبين شهر نوفمبر من العام الماضي يكتسي أهمية بالغة ويتوج بنتائج ايجابية. وأوضح أن السلطات العمومية ماضية في ترقية حقوق الإنسان وهي متمسكة بالتعاون وإقامة حوار مثمر مع القائمين على تطبيق آليات الأممالمتحدة لحماية هذه الحقوق. وكان وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي اكد في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال الدورة في بداية الشهر الجاري أن معالجة ملف المفقودين تمت وفق المسار الذي تم رسمه في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وأشار الى الملاحظات الايجابية التي قدمها فوج العمل الاممي بخصوص التقدم الحاصل في هذا المجال. وفي هذا السياق أوضح السيد بن شريف ان لقاء نوفمبر الماضي الذي قاده فريق رفيع المستوى مكن الجزائر من اطلاع فوج العمل الاممي بالتقدم الحاصل في معالجة هذا الملف وفق الحالات التي تم رفعها. وذكر ان اللقاء سمح للوفد الجزائري بالتأكيد على أن ظاهرة الاختفاء القسري كانت من مخلفات الإرهاب الأعمى الذي عرفته البلاد، وان السلطات العمومية بادرت الى معالجة مخلفات العشرية السوداء من خلال اعتماد مسعى تصالحي تمثل في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الشيء الذي مكن من تحقيق نتائج سمحت للجزائر لاستعادة عافيتها. وحسب السيد بن شريف فإن الطرف الجزائري ابلغ مختلف الآليات الأممية بأن هذه المسألة الأليمة (المفقودين) تمت معالجتها في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية باعتبار أن مسعى المصالحة يعتبر من أهم السبل للخروج من الأزمة التي عاشتها البلاد. ومن هذا المنظور ابرز أن المصالحة جاءت لمعالجة وضع داخلي، وانه لم يسبق لأية دولة أن اعتمدت مثل هذا المسعى في معالجة قضايا مماثلة.