الجامعة العربية لا يمكن أن تكون فاعلة وفعالة إلا إذا كانت رئاستها دورية، كما هو الحال في كل التكتلات التي تعرفها مناطق العالم وخير مثال قريب منا مثال الاتحاد الأوروبي الذي آلت الرئاسة فيه هذه الأيام إلى اسبانيا. ومبدأ تدوير الرئاسة في حد ذاته يخلق ديناميكية خاصة في عمل الهيئة ويحاول كل بلد يتولى الرئاسة ترك بصمته الخاصة والمتميزة في فترة رئاسته إما دفاعا عن مصالح الدول الأعضاء أو تحقيق مصالح إضافية لها خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العالم عامة والمنطقة العربية خاصة سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو استراتيجية. وقضية الشرق الأوسط وحدها كافية لفرض رئاسة دورية في جامعة الدول العربية نظرا لطبيعة الملفات المطروحة في الصراع العربي الإسرائيلي إذا ما زال يصح تسميته كذلك، خاصة مع مستجدات كثيرة طرأت على هذا الملف سواء على مستوى طرف النزاع الأساسي وهو إسرائيل أو على مستوى راعي عملية السلام في الشرق الأوسط ألا وهو أمريكا ومن وراءها من الدول الغربية. وبالمقابل تجد الجامعة العربية متمسكة بمواقف أقل ما يقال عنها أنها تجاوزتها الأحداث بالنظر إلى ما يجري على الأرض وما يجري في كواليس الدبلوماسية والاستراتيجيات المعتمدة في المنطقة. وبالتالي فإن استقرار الرئاسة عند بلد واحد واحتكاره للموقف العربي والحديث باسمه في كل صغيرة وكبيرة هو مؤشر ضعف للعالم العربي الذي أصبح لا يتحرك إلا متأخرا واقتصر على ردود الفعل من خلال هذه الرئاسة التي خولها الحديث باسمه.