أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو أمس حكما ب5 سنوات سجنا نافذا ضد المتهم (ز. ك) لارتكابه جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، التي راح ضحيتها شقيقه الأكبر (ز. ا). تعود وقائع القضية التي شهدها حي التوارس بمدينة ذراع بن خدة إلى تاريخ 4 جويلية ,2009 حيث كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار، استيقظ المتهم من النوم ونزل إلى المطبخ، وخلالها كان والداه عائدين من السوق، حيث اقتنوا الخبز وبعض الخضر، وفي الوقت الذي صعد الوالد إلى غرفته لتغيير ملابسه، كانت الوالدة تحضر الطعام بتقشير البطاطا مستعملة سكينا ذا مقبض خشبي حاد، حيث توجه خلالها الضحية إلى المطبخ وملأ كأسا من الحليب، وقام المتهم بدوره بملء كأس من الحليب وأخذ يشربه ويشاهد التلفزيون ولما شاهده الضحية صرخ عليه وطلب منه الشرب من كأس صغير لكي يتسنى للبقية تناول نصيبهم من الحليب فرفض المتهم الإصغاء لأوامر أخيه الأكبر، عندها صعدت الوالدة إلى زوجها لتطلب منه الحضور كون المتهم وأخاه يتشاجران، وأثناءها صعد الضحية إلى الطابق العلوي للمنزل يشتكي إلى والديه كما قام بالوضوء لأداء صلاة الظهر، ثم عاد مجددا إلى المطبخ وأخذ يصرخ على المتهم، فشب خلاف بينهما ولما حاول المتهم النهوض أجلسه الضحية محاولا التفاهم معه لكن المتهم لم يكن يريد الاستماع إليه، فدفع بأخيه وانزلق فاستعان بالسكين الذي استعملته والدته لتقشير البطاطا وكان موضوعا على الطاولة، وطعن به أخاه في الظهر، وعلى إثر الشجار تدخل الوالدان ووجدا الضحية ملقى على الأرض والدماء تخرج من انفه وأذنه، حيث خرجت الوالدة تطلب النجدة، فيما صعد المتهم إلى الطابق العلوي للمنزل ولم يكترث لما حدث، وبعد مرور بعض دقائق حضر الجيران ومعهم مصالح الحماية الذين نقلوا الضحية إلى المستشفى أين لفظ أنفاسه الأخيرة بمصلحة الاستعجالات، وقامت هذه الأخيرة بالاتصال بمصالح الأمن التي تنقلت إلى المكان، وبعد التحدث مع والد الضحية تبين أن الجاني هو شقيق المتهم، حيث تم توقيفه. خلال جلسة المحاكمة صرح المتهم بأنه لم يقتل أخاه حيث أنه أثناء الشجار دفع بأخيه وانزلقت رجله لكونها كانت مبللة بعدما توضأ ليصلي الظهر، وخلالها سقط على السكين الذي استعملته والدته لتقشير البطاطا. أما والدا الضحية فصرحا بأن ابنهما المتهم معتاد على الشجار مع أخيه الضحية، وأنهما أثناء وقوع الجريمة لم يكونا حاضرين، كما أضاف أنهما كانا يقيمان بقبو بولاية قسنطينة وانتقلوا إلى ذراع بن خدة تيزي وزو، حيث قدم لهم مسكن عبارة عن قبو وغرفة، وأنهم يعيشون من تبرعات المحسنين وأن صراخ الضحية على أخيه الأصغر كان بحكم الفقر الذي يعيشون فيه لا أكثر. ممثل الحق العام خلال تدخله وبناء على تقرير الطبيب الشرعي الذي يفيد بأن سبب الوفاة يعود إلى تلقي الضحية لعدة طعنات في أماكن حساسة والتي أدت إلى إحداث نزيف دموي حاد أدى إلى وفاته، التمس تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا وبعد المداولة نطقت المحكمة بالحكم السالف الذكر