لا أحد من زملائي باستطاعته الانفراد بكتابة مشوار هروبنا من فرنسا أكد اللاعب القديم في فريق جبهة التحرير الوطني، محمد معوش، في دردشة جمعتنا به على هامش دورة الشهيدين إبراهيم جبار وعبد الرحمان أحمين، التي جرت بحر الأسبوع الفارط بخميس الخشنة، أن لا أحد من زملائه باستطاعته كتابة بمفرده مشوار الفريق خلال مرحلة الثورة التحريرية، وخصوصا الفترات التي شهدت هروب اللاعبين من الأندية الفرنسية. وأوضح محدثنا قائلا : ''هروب اللاعبين من فرنسا إلى تونس كان يتم في جماعات قليلة العدد وفي كثير من الحالات كان يتم فرديا من أجل تفادي تفطن مصالح الأمن الفرنسية التي كانت تراقب تحركاتنا منذ أن وصلت المجموعة الأولى من اللاعبين الفارين إلى العاصمة التونسية، وتبع ذلك إثارة الحدث من طرف الصحافة الفرنسية، وهو ما يعني أن الروايات حول الخطوات الأولى لتكوين فريق جبهة التحرير الوطني تختلف من لاعب لآخر . ''وكشف معوش أنه قام من جهته منذ سنوات بكتابة مذكراته حول هذه الملحمة، لكن دون أن يذكر إذ كان سيقوم بتدوينها أم لا في المستقبل. وكان معوش، حسب ما جاء في كتاب المرحوم رابح سعد الله حول فريق جبهة التحرير الوطني، من بين اللاعبين الأوائل الذين اتصلت بهم فدرالية فرنسا لإبلاغ بعض اللاعبين الجزائريين المحترفين في البطولة الفرنسية لكرة القدم بمشروع تكوين هذا الفريق، حيث قال محدثنا أنه كلف بالاتصال بهم وقام بمهمته على أكمل وجه، غير أن الشرطة الفرنسية تفطنت لتحركاته وتوصلت إلى توقيفه في مرحلة كان يؤدي فيها الخدمة العسكرية بمدينة جوانفيل، حيث تم الزج به في السجن وعاد فيما بعد إلى اللعب مع فريقه نادي رامس حتى سنة ,1961 ليتمكن بعد ذلك من الفرار والالتحاق بفريق جبهة التحرير في تونس. وعبر محمد معوش عن ارتياحه العميق لكون أعضاء الفريق الباقين على قيد الحياة يلتقون فيما بينهم من حين إلى آخر، لا سيما بعد تكوين مؤسسة الفريق، وأنه يشعر بوجود تضامن كبير بين زملائه حتى في الأوقات الصعبة كحالات المرض أو غير ذلك من الوضعيات التي يكون فيها أحد منهم في حاجة إلى مساعدة، إلا أن ثقل السنين أثر على البعض منهم، وكثيرا ما يتعرضون لوعكة صحية من حين إلى آخر، حيث أشار معوش إلى الحالة التي يتواجد فيها عبد الرحمان سوكان الذي يعاني من مرض فقدان الذاكرة منذ سنة ونصف، وأيضا سعيد عمارة الذي تعرض مؤخرا لأزمة قلبية يتعافى منها تدريجيا، إلى جانب مصطفى زيتوني الذي يعاني في فرنسا من مرض الزهايمر (الرعاش النصفي). ومن المنتظر أن يتنقل معوش رفقة زملائه في الأسابيع القادمة إلى مدينة سعيدة، للقيام بزيارة مجاملة لسعيد عمارة وتدشين لوحة تذكارية تحمل أسماء اللاعبين ال 32 لفريق جبهة التحرير الوطني.