أجمع المشاركون في ندوة حول موضوع ''وسائل الإعلام في العالم المعاصر'' المنعقدة بين يومي 20 و23 أفريل الحالي بمدينة سان بيترسبورغ الروسية على ضرورة اطلاع العالم أجمع على واقع الوضع في الصحراء الغربية المتميز بتفاقم انتهاكات النظام المغربي رغم محاولات الرباط فرض حصار إعلامي لإخفاء الواقع. وفي تدخل له في افتتاح هذا اللقاء المنظم من طرف كلية علوم الاتصال بجامعة سان بيترسبورغ قدم علي سالم محمد فاضل ممثل جبهة البوليزاريو في فيدرالية روسيا نبذة عن ''المعاناة التي يتكبدها الصحراويون الذين تنتهك حقوقهم الأساسية يوميا من قبل المحتل المغربي''. وندد فاضل ب''المحاولات المغربية لفرض حصار إعلامي للتستر على الانتهاكات المقترفة في حق مدنيين صحراويين ونهب مواردهم الطبيعية مع الاستمرار في وضع عراقيل أمام تسوية تقوم على الحق المعترف به دوليا للشعب الصحراوي في تقرير المصير''. وابرز الممثل الصحراوي ''عجز منظمة الأممالمتحدة على معالجة المسألة الصحراوية كون هذه المنظمة لم تتمكن من فرض احترام القرارات التي اتخذتها الأمر الذي جعل المغرب يتعنت ويستمر في تحديه''. وعبر المشاركون عن ''دهشتهم'' لموقف منظمة الأممالمتحدة التي أرسلت سنة 1991 بعثة إلى الصحراء الغربية للسهر على تنظيم استفتاء تقرير المصير في اقرب الآجال و''التي أصبحت بعد مرور 19 سنة غير قادرة على أداء هذه المهمة نظرا للمناورات المغربية''. واعتبروا أن ''موقف منظمة الأممالمتحدة مثال واضح عن تطبيق سياسة الكيل بمكيالين''. وأشار فاضل إلى انه ''مع إصرارها على هذا الموقف لن تترك منظمة الأممالمتحدة أمام الشعب الصحراوي إلا خيار العودة إلى استعمال السلاح كونه اللغة الوحيدة التي يفهمها المخزن المغربي''. من جانبه تطرق سيرغي ميخايلوف رئيس جمعية المحامين والصحافيين بمدينة سان بيترسبورغ إلى تاريخ كفاح الشعب الصحراوي والوضع السائد في هذا الجزء من العالم خاصة في مجال حقوق الإنسان. وابرز ميخايلوف الذي نشط مع الممثل الصحراوي نقاشا بثته القناة الرابعة لتلفزيون ايكاتاراينبورغ على هامش الندوة وضعية المعتقلين الصحراويين في السجون المغربية الذين يشنون إضرابا غير محدود عن الطعام منذ خمسة أسابيع. وأشار أيضا إلى الدور الذي تلعبه المرأة وكذا الشباب سواء في الأراضي الصحراوية المحتلة أو في جنوب المغرب والتضحيات التي يقدمونها في إطار ''انتفاضة'' الشعب الصحراوي. واستنكر بشدة ''الحملات القمعية ضد المناضلين الصحراويين لحقوق الإنسان الموجودين في السجون المغربية بتهمة المطالبة بحق اعترفت به منظمة الأممالمتحدة منذ عشرات السنين وهو حق الشعوب في تقرير مصيرها''. وقال ''علينا أن نواصل العمل من اجل التعريف بكفاح الشعب الصحراوي والمشاركة في كل عمل كفيل بكسر الحصار الإعلامي الذي يحاول المغرب فرضه لإخفاء كفاح الصحراويين عموما ومأساة المساجين الذين يقبعون في هذه السجون على وجه الخصوص''. ودعا في الأخير الأممالمتحدة إلى ''مراجعة موقفها والعمل على تمكين الشعب الصحراوي في أسرع وقت من ممارسة حقه في تقرير المصير مثلما ينص عليه ميثاق منظمة الأممالمتحدة وحماية الشعب الصحراوي الأعزل الذي يرفض سياسة الصمت وفرض الأمر الواقع.