ينتظر أن يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة إلى فرنسا يومي 21 و22 من الشهر الجاري في محاولة لتفعيل عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين خاصة في ظل الحراك الذي يشهده ملف النزاع في الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة. وسيجري الرئيس عباس محادثات مع الرئيس نيكولا ساركوزي ووزيره للخارجية برنارد كوشنير لإطلاع المسؤولين الفرنسيين بآخر تطورات عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقال مصدر فلسطيني رفض الكشف عن هويته أن الرئيس عباس سيبحث خلال هذه الزيارة دعم الرئيس الفرنسي لمحادثات السلام غير مباشرة مع إسرائيل والحاجة إلى التوصل إلى اتفاق حول حدود الدولة الفلسطينية. وكان الرئيس الفلسطيني وفي خرجة غير متوقعة وافق قبل يومين على مبدإ إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الطرف الإسرائيلي تحت إشراف الولاياتالمتحدة لكنه طالب بضمانات من واشنطن قبل الشروع في هذه المفاوضات. لكن الرئيس الفلسطيني وخلال تواجده بالعاصمة اليابانية طوكيو أكد أنه لن يتم اتخاذ أي قرار بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل قبل توضيح نقاط محددة وضعتها واشنطن. وادلى الرئيس الفلسطيني بهذا التصريح خلال ندوة عقدت بالعاصمة اليابانية بعد يوم واحد من تصريح وزير خارجيته رياض المالكي بأن أية محادثات مع إسرائيل ينبغي أن تركز خصوصا على قضايا الحدود وأن يكون لها حد زمني يتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر. وأوضح الرئيس عباس انه أرسل مجموعة من الأسئلة إلى واشنطن وينتظر إجاباتها وان القادة الفلسطينيين لم يضعوا بعد أي شروط لإجراء مفاوضات غير مباشرة تتم عبر الوسيط الأمريكي وقال "إن الجانب الفلسطيني لم يضع شروطا معينة حتى الآن". وتسعى واشنطن لدفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف محادثات السلام التي تم تعليقها منذ عام بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لكن دون شروط مسبقة في محاولة لإنجاح مساعيها في تسوية أقدم واعقد صراع تعرفه المنطقة منذ عقود. وكان موفدها إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أجرى اتصالات مكثفة مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين نهاية الشهر الماضي في محاولة لحملهما على الجلوس مجددا إلى طاولة الحوار لكن وبسبب رفض حكومة الاحتلال إبداء أي مرونة في مواقفها المتعصبة اضطر ميتشل إلى إلقاء كل ثقله على الطرف الفلسطيني لحمله على تقديم المزيد من التنازلات خاصة فيما يتعلق بموقفه بخصوص قضية الاستيطان.