تعد الصناعة التقليدية من المهن التراثية المهددة بالزوال بعد أن سادت لزمن طويل، وتحولت اليوم من الاستعمال إلى تحف تذكارية تتباهى النسوة في استخدامها كقطع ديكورية. تنفرد منطقة القبائل عموما وولاية البويرة خصوصا بصناعات تقليدية متميزة، امتزجت وتفاعلت مع عراقة المكان، وجعلت من المنطقة فضاء ينبض بروح الماضي، وتفاصيله البسيطة من لباس وأوانٍ وحلي متنوعة، ميزتها المشتركة هي اللمسات التقليدية التي يتفنن الحرفيون في إضافائها على منتجاتهم، تأتي على رأس هذه الصناعات »صناعة الفخار« التي تعرف بها الولاية، وتتزين بها جنبات الطريق السيار، لتبدو للزائرين وكأنها معرض مفتوح للفخاريات، بينما هي معروضة في العراء طوال العام، بعد أن يتم تشكيلها بأيادي حرفيين أبدعوا في جعلها تحفة فنية رائعة، تتباهى النسوة في استخدامها كأواني الطهي والزينة والديكور. كما تعتبر الولاية أيضا منشأ لصناعة »السجاد« منذ القدم، توارثتها الأجيال واكتسبت المرأة الأمازيغية عموما ميزة الحرفية الفنانة، لتثبت تميزها، ولتبدع من الصوف لوحة فنية جذابة، تبرز من خلالها مدى دقة أصابعها التي شكلت ورسمت من الصوف أشكالا فنية مختلفة. كما تشتهر المنطقة بحياكة الزي التقليدي الأمازيغي، وهو عبارة عن فستان مصنوع من الحرير، ومزركش بخيوط ملونة بديعة، إضافة إلى الحزام والفوطة، ولذا فهو يعد من أغلى المقتنيات التي تحرص النسوة على امتلاكها وارتدائها من مختلف الأعمار وفي مختلف المناسبات. وتأتي صناعة الحلي الفضية لتعكس من جهتها عراقة المنطقة وتقاليدها الضاربة في أعماق التاريخ بانسجام، وتتنوع بين العصابة والخلخال والحلق، وكمكمل للزي التقليدي. هي مصنوعات يبدع الحرفي في تشكيلها كما أنه يقوم بجميع مراحل العمل، مما يعطي تناسقا بديعا للمنتج النهائي ويكسيه الجودة على مدار الزمن.