وصل مساء أمس وفد عن اتحاد الفلاحين الليبيين إلى الجزائر في زيارة رسمية لبحث إتمام صفقة شراء أكثر من 4 ملايين قنطار من الشعير في إطار المناقصة الدولية التي أعلنت عنها الحكومة في وقت سابق، تهدف إلى تصدير فائض إنتاج الحبوب للسنة الماضية. وينتظر أن يجري وفد اتحاد الفلاحين الليبيين محادثات مع نظرائهم الجزائريين، إضافة إلى سلسلة لقاءات مبرمجة مع مسؤولين في وزارة الفلاحة والديوان الوطني للحبوب الذي يعتبر الطرف الجزائري في عملية التصدير. ويأتي الاهتمام الليبي باستيراد كميات من الشعير الجزائري والمقدرة ب4 ملايين قنطار استجابة لمناقصة دولية أعلن عنها الديوان الوطني للحبوب في وقت سابق يهدف إلى تصدير فائض إنتاج الحبوب للموسم الماضي وبخاصة الشعير الذي سجل إنتاجا قياسيا العام الماضي قدر ب24 مليون قنطار. وذكر الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين السيد محمد عليوي في تصريح على هامش مشاركته أمس في ندوة حول ''المقتضيات القانونية والسياسية والأخلاقية للعهدة الانتخابية'' التي نظمت ها وزارة العلاقات مع البرلمان أن وفد اتحاد الفلاحين الليبيين سيجري سلسلة محادثات مع المسؤولين الجزائريين لإتمام هذه الصفقة، وأن زيارته هذه تدخل في سياق تعزيز التعاون الثنائي. وأوضح أن دور الاتحاد الوطني للفلاحين في الصفقة يعتبر تنسيقيا فقط، حيث تم تحسيس نظرائهم الليبيين بما تتوفر عليه الجزائر من مخزونات يمكن تصديرها، وهو الأمر الذي استحسنه الطرف الآخر خاصة وأن هذه الصفقة التي تعد الأولى من نوعها بين البلدين تهدف بالأساس إلى تنظيم عملية تصدير الحبوب وخاصة الشعير إلى فلاحين ومتعاملين من ليبيا التي كانت تتم في السابق عبر قنوات غير رسمية، بحيث تتم المبادلات عن طريق فلاحين من كلا البلدين على مستوى الحدود البرية، وذكر أن هذه الزيارة ستؤسس لتعاون رسمي بين الجانبين، خاصة وأنها تأتي في سياق تعزيز التعاون الثنائي والمغاربي. وعرفت الجزائر الموسم الماضي إنتاجا وفيرا للحبوب من خلال تسجيل أرقام غير مسبوقة، بلغ فيه إنتاج الحبوب 61 مليون قنطار من بينها 24 مليون قنطار من الشعير، وتحقق ذلك بفضل الدعم الموجه من طرف الدولة لفائدة الفلاحين. ويعمل الديوان الوطني للحبوب في الوقت الراهن على البحث عن متعاملين أجانب لتصدير فائض من الشعير يقدر ب12 مليون قنطار من الديوان الوطني للحبوب، أو مقايضته بالقمح اللين. ومن جهة أخرى أكد السيد عليوي أن التنظيم الذي يرأسه منكب في الوقت الحالي على توفير الإمكانيات التي تسمح بتخزين كميات كبيرة من الحبوب التي تم جنيها الموسم الماضي، خاصة مع قرب انطلاق موسم الحصاد الحالي وتحدث عن إنشاء مخازن ومطامير لذلك.