أبرز السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية أول أمس في ندوة بولونيا بإيطاليا، المقاربة الجزائرية حول مسائل السلم والأمن والتي تشمل الوقاية والتسيير وتسوية النزاعات وتعزيز السلم وإعادة الاعمار، مجددا بالمناسبة دعوته للإتحاد الأوروبي إلى تطبيق أحكام اللائحة رقم 1904 لمجلس الأمن الدولي والتي تجرم عمليات دفع الفديات للإرهابيين. وأثار السيد مساهل في مداخلته في إطار موضوع ''إنشاء مناخ للسلم ولاستقرار والأمن'' نشطه السيد ثابو مبيكي الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، الاهتمام حول الأخطار التي تشكلها آفة الإرهاب وتشعباته على السلم والأمن، ولا سيما منها الجريمة المنظمة والاتجار بالأعضاء والمخدرات والمتاجرة بالبشر، مجددا دعوته للمجتمع الدولي في هذا الإطار وبشكل خاص الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق أحكام اللائحة رقم 1904 لمجلس الأمن الدولي والتي تعتبر دفع الفدية جريمة، خاصة وأن هذا العمل يساهم في تغذية القدرات التخريبية للإرهاب. وأكد في هذا الصدد بأنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته من اجل القضاء على هذه الآفة. كما أبرز الوزير المنتدب أثناء عرضه حصيلة تقدم مسار الاندماج في إفريقيا، في الجلسة العلنية التي خصصت لموضوع ''بناء المجتمعات الاقتصادية الجهوية للأسواق والتجارة''، مساهمات الجزائر في المشاريع المهيكلة والمدمجة سواء في شبه منطقتها وعلى مستوى العلاقات بين شبه المناطق أو على المستوى القاري، مبرزا الآثار الإيجابية لعملية إنجاز هذه المشاريع على مستوى التجارة والاستثمار وكذا على مستوى تعزيز السلم والأمن، واقترح في هذا الإطار سلسلة من الإجراءات المرافقة لشركاء القارة الإفريقية، وخاصة تلك المتعلقة بتسهيل وصول المنتجات الإفريقية إلى أسواق البلدان المتطورة. وفي تقييمه لأشغال ندوة بولونيا التي انتظمت حول موضوع ''إفريقيا، 53 بلدا، اتحاد''، أكد السيد مساهل بأن اللقاء الذي عقد على مدار يومين كان ايجابيا، وجعل النقاش يحرز تقدما بخصوص إيجابيات مقاربة متعددة الأطراف، موضحا في مداخلته أمام المشاركين بأن هذه المقاربة متعددة الأطراف والتشاورية من شأنها تطوير وتبديد النقائص المسجلة في الممارسة الثنائية المتباينة، وبالتالي تساهم في توفير الشروط المواتية لشراكة ضرورية يتم تقاسم فوائدها بشكل منصف. كما اعتبر بأن ندوة بولونيا تشكل حلقة هامة في عملية التجنيد على المستوى الدولي، لا سيما وأنها عملت على جعل رسالة إفريقيا أكثر وضوحا وفهما، وهو ما قد يترتب عنه حسبه سلوك داعم ونشط من الحكومة والمقاولين والمجتمع المدني ووسائل الإعلام. وقد أفضت أشغال ندوة بولونيا إلى اتفاق حول خارطة طريق تقضي بتحقيق مزيد من السلم والتنمية في إفريقيا. وبغرض المحافظة على الزخم الذي بدا في بولونيا وضمان متابعة دقيقة للإجراءات المتخذة، تم الاتفاق أيضا على تنظيم الندوتين المقبلتين بكل من واشنطن في سنة 2011 وأديس أبابا في سنة .2012 ويجدر التذكير بأن السيد مساهل مثل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في الندوة رفيعة المستوى التي نظمتها المؤسسة من اجل التعاون بين الشعوب. وأجرى الوزير المنتدب على هامش الندوة محادثات مع السيد رومانو برودي رئيس هذه المؤسسة وسلمه رسالة خطية من رئيس الجمهورية.