اختتمت أمس بالعاصمة أشغال الندوة الثانية لجمع وتخزين غاز ثاني أوكسيد الكربون، بتأكيد المشاركين على ضرورة تبني حلول اقتصادية ومالية جماعية اعتمادا على الطرق التكنولوجية الحديثة المستعملة في التقاط وتخزين غاز الكربون، بهدف التقليل من حدة الاحتباس الحراري المهدد للبيئة. وخرج المشاركون وممثلون عن عدة مراكز بحث أوربية في مجال البترول والغاز الصناعي، الى جانب ممثلين عن هيئات مالية دولية في اليوم الثاني والأخير من عمر هذه الندوة التي ترعاها وزارة الطاقة والمناجم بنتائج وتوصيات هامة تدخل في إطار التحرك العاجل على مختلف الاصعدة لكبح مواصلة تلويث المناخ بإفرازات الغاز الطبيعي وهذا من خلال تشجيع تجسيد المشاريع الخاصة بالجمع والتخزين واسترجاع الغازات الملوثة. وتمثلت هذه التوصيات عموما في دعوة كافة المنتجين والمستهلكين للطاقة المستدامة الى التحرك الفوري نحو خفض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن الطاقة في المستقبل جراء وقود محطات توليد الكهرباء والمنشأة الصناعية، لكون عملية استرجاعه وتخزينه تلعب دورا كبيرا في حماية البيئة. كما تبرز الحاجة الملحة لتسريع ودعم جمع غازات الكربون باعتبارها جزءا ضروريا من مجموعة تكنولوجيات الطاقة اللازمة بما في ذلك الطاقة المتجددة، وكفاءة استخدام الطاقة وكذا التحول في استخدام الوقود والطاقات النووية، مع حتمية إثبات هذه الحاجة عبر مجموعة واسعة من الصناعات وأنواع التخزين في كل من البلدان النامية والمتقدمة. كما خلص المشاركون الى ضرورة توفير قوة مشتركة وتنسيق الجهود واستمرار التزام جميع أصحاب المصلحة في معالجة الحواجز التي تحول دون التقاط غاز الكاربون وتخزينه في الآبار الأرضية. ويضاف إلى ذلك الحاجة الملحة لوضع استراتيجية تثقيفية لعامة الجمهور بهدف زيادة الوعي وتقديم الدعم حول التقاط وتخزين غاز ثاني أوكسيد الكاربون، وجعل هذه التقنية الصناعية والتكنولوجية ضرورية لكونها خيارا آمنا ومقبولا بيئيا مقارنة بالوضع البيئي في العالم ،لاسيما في الدول الصناعية الكبرى التي أضحت فيها المحافظة على المناخ مصدر قلق خاص يستدعي تحمل مسؤولية الجميع. وفي هذا الاطار، أجمع المتدخلون في ختام أشغال الندوة الدولية حول التقاط وتخزين غاز الكربون الى استحداث مصادر تمويل هيكلية ملائمة تكون في مستوى حجم المشاريع المسطرة للتقليل من انبعاثات غاز الكربون واسترجاعه وتخزينه في باطن الأرض عبر بقاع العالم بما فيها الجزائر، مع ضرورة التجسيد الفعلي لتوصيات قمة'' كوبنهاغن'' الأخيرة، التي تصب في اطار تطوير كافة الاستخدامات الطاقوية في مجال استرجاع الغازات الملوثة بالاعتماد على نقل المعارف والخبرات. وللاشارة، سيقوم المشاركون الأجانب في هذه الندوة الدولية ابتداء من اليوم بزيارة ميدانية إلى منطقة عين صالح الصناعية، قصد معاينة مختلف المشاريع المدرجة في مجال انتاج الغاز الطبيعي وفصله عن غاز ثاني أوكسيد الكربون، والاطلاع عن كثب على مشروع عين صالح غاز وقاسي الطويل بوسط الصحراء اللذان يعدان من اولى المشاريع في العالم في هذا المجال.