الجزائر العاصمة المدينةالبيضاء التي تجلس للبحر وللتاريخ وتكتب بموقعها ملحمة الأساطير والأساطيل، دون خوف ولا تردد تستقبل رياسها الأوفياء ومازالت تشرب زئيرهم من أمواج البحر المردة عند قدميها، هذه المدينة الحكاية، وهذه القبة البيضاء المتوجة بالصنوبر والمتمنطقة بالبحر تعود إلى القارئ باعتبارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2007 لتغنيه إلياذة زكرية أخرى من الميلاد إلى النصر في كتاب قصبة مدينة الجزائر، من تأليف الدكتور علي خلاصي لتبدأ الحكاية· الجزائر عاصمة الثقافة العربية، القصبة القلعة وقصر الداي، قصر السلطان وسندانة صقور البحر، في كتاب يبحث في تشكيلها المعماري، في قصورها البيضاء التي تطير في أفق أخضر، القصبة تاريخ وقلعة لم تزل أزقتها تروي البطولة وتحتفظ بكل التفاصيل القديمة رغم الترميمات الأخيرة التي عملت من أجل استرجاع صورتها كما هي· يقول الدكتور علي خلاصي في مقدمة كتابه ··فقصبة الجزائر، أو القلعة التي اتخذت المدينة القديمة اسمها المستعار منه، تعتبر أكبر وأجمل العمائر التاريخية في الجزائر على الإطلاق، لما حوته من أقسام متباينة مختلفة، سواء من ناحية البناء أو الاستعمال، أو من ناحية الزخارف والأشكال والتناسق في ترتيب هذه القصبة من جهة ثانية، وتعتبر أيضا أهم موقع تاريخي لما ارتبطت به من أحداث سياسية واقتصادية وعسكرية كانت لها تأثيراتها على الأوضاع الداخلية، وعلى العلاقات السياسية الخارجية· قسم المؤلف كتابه قصبة مدينة الجزائر إلى قسمين، إضافة إلى المقدمة والمدخل الذي تناول فيه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الإقليمية والإسلامية والأوروبية· أما القسم الأول من الكتاب والذي يحتوي على فصلين الفصل الأول: القصبة القلعة ويتناول تعريف القصبة من خلال الموقع الجغرافي وإطارها البشري ثم الناحية المركزية من خلال المؤسسات الإدارية كالسقيفة وقصر الداي· الفصل الثاني تناول فيه المؤلف دار الصناعة وأطلق على الفصل اسم مصنع ملح البارود وأيضا عرف بالمصنع من حيث الموقع وكذا المادة التي يصنع منها البارود، تاريخ بناء المصنع والمراحل التي مر عليها، والتطرق أيضا لمخزن الأسلحة الموقع، طوابق المخزن والأروقة الموجودة تحت مخزن الأسلحة· أما القسم الثاني من الكتاب فهو الآخر يدور في فصلين حول قصر الداي ومرافقه، بدأ الفصل الأول بالمباني الإدارية لقصر الداي، مقر الديوان، القاعة الأساسية وخزينة الدولة· الفصل الثاني: تناول الكتاب، الجناح الخاص بالداي، غرف الداي، جناح الحريم، حدائق قصر الداي· الكتاب مدعم بصور ونماذج مجسمات القصبة وصور فوتوغرافية لمدينة الجزائر، حيث تظهر القصبة في أعاليها، بالإضافة إلى صور حول ميناء وخليج الجزائر، المدخل الرئيسي والجامع البراني بالإضافة إلى الجزائر، عبر المراحل التاريخية من إكوسيوم الفينيقية الرومانية إلى جزائر بني مزغنة إلى الجزائر الحديثة والمعاصرة، بالإضافة إلى صورة لقصر الداي وقصر البايات ومصنع البارود وأيضا رسومات وخرائط وصور متنوعة· الكتاب من القطع العادي يضم 276 صفحة وقد صدر في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 عن دار الحضارة في جزئين·