فجر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس قنبلة على طريق الملف النووي الإيراني عندما أكد أن إيران أصبح بمقدورها إنتاج سلاح نووي. وتكمن خطورة تصريح الرئيس الروسي كون بلاده كانت أكبر المتعاملين مع إيران على ملفها النووي كونها هي التي قدمت لها كل التكنولوجيا النووية وزودتها بمعدات إقامة مفاعلاتها في انتظار تسليمها لمفاعل بوشهر خلال الأشهر القادمة. كما ان خطورة تصريحات الرقم الأول الروسي تعود إلى كونها المرة الأولى التي يتعاطى فيها رئيس روسي بهذه الحدة مع حليف الأمس والذي كثيرا اعتمدت عليه إيران في الدفاع عن مقارباتها والتأكيد في كل مرة على الطابع السلمي لبرنامجها النووي. وقال الرئيس الروسي أن إيران تقترب بشكل متسارع من اكتساب القدرة التي تؤهلها نظريا من استغلالها لإنتاج سلاح نووي. ويصب هذا التصريح في سياق تصريحات سبق لوزير الدفاع الأمريكي روبيرت غيتس ومن بعده مدير المخابرات المركزية الأمريكية ''سي. أي. إي'' ليون بانيتا اللذان أكدا أن إيران سيكون بمقدورها إنتاج اول قنبلة ذرية خلال عامين. وهي التصريحات التي سارعت إيران إلى نفيها ووصفتها بالحرب النفسية التي تحاول الإدارة الأمريكية تسويقها في أوساط الرأي العام الدولي من اجل إعطاء شرعية للعقوبات الدولية التي تمكنت الولاياتالمتحدة ومختلف الدول الغربية من تمريرها عبر مجلس الأمن الدولي. والمؤكد ان تصريحات الرئيس الروسي سوف لن تمر هكذا دون أن تثير حفيظة دول العالم من حقيقة النوايا الإيرانية وعشية مفاوضات تريد دول الاتحاد الدولي الشروع فيها نهاية شهر أوت الماضي. وكشف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمس عن مشاركة كل من تركيا والبرازيل في المفاوضات الجديدة حول ''إعلان طهران'' مع مجموعة فيينا التي تضم بالإضافة إلى إيران كل من الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا إلى جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال متكي أن هذه الأخيرة وافقت على انضمام تركيا والبرازيل إلى هذه المحادثات الجديدة كونهما ساهما في التوصل إلى اتفاق ثلاثي لتبادل اليورانيوم المشبع بنسبة 3 بالمئة بالوقود النووي المشبع بنسبة 20 بالمئة. وتأتي هذه التطورات في وقت أعلن فيه رئيس البرنامج النووى الإيراني علي اكبر صالحي أن بلاده أنتجت 20 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة في تحد واضح للمجموعة الدولية التي كانت تأمل في عدول طهران عن مواصلة برنامجها النووي. وقال صالحي أن بلاه تعكف حاليا على إنتاج صفائح وقود مما يجعلها في غنى عن مساعدة الدول الغربية لها بهذه الصفائح لإنتاج الوقود النووي لتشغيل مفاعل طهران المختص في إنتاج النظائر الطبية.