تحتضن القاعة المتعددة الرياضات لمدينة بومرداس فعاليات الجامعة الصيفية للجمهورية العربية الصحراوية التي افتتحت صباح أمس وتدوم إلى 28 من الشهر الجاري بهدف تكوين ورسكلة الإطارات الصحراوية.الافتتاح أشرف عليه السيد حمادة سلمى وزير العدل والشؤون الدينية الذي كشف أن ''تنامي الدولة الصحراوية المستمر يؤكد بطريقة لا رجعة فيها تمسك الشعب الصحراوي باستقلال أراضيه'' في رد ضمني عن التصريحات الأخيرة لملك المغرب الذي جدد تمسك بلاده بمبادرة الحكم الذاتي كحل لأزمة الصحراء الغربية، واتهم الجزائر بعرقلة المبادرة. تنظم سفارة الجمهورية العربية الصحراوية بالتنسيق مع اللجنة الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي فعاليات الجامعة الصيفية لصيف 2010 تحت شعار ''تضامن، صمود وتكوين''، وحملت هذه الطبعة إسم الشهيد البرلماني المناضل ''محمد علي بيبا'' المتوفى الشهر المنصرم. وقال الوزير حمادة سلمى في ندوة صحفية عقدها على هامش الافتتاح أن الهدف الأساسي من تنظيم الجامعة الصيفية هذه هو تكوين الإطارات والموارد البشرية الصحراوية، بحيث تشارك مختلف الإطارات ومن مختلف التخصصات في هذه الفعاليات بوفد يصل إلى 650 مشارك قال عنه الوزير معلقا أنه ''رقم كبير ولأول مرة تشارك فيه الجمهورية الصحراوية بهذا الحجم من إطاراتها ومن أعلى المستويات إلى أبسطها ومنها: إطارات المؤسسة العسكرية وأعضاء في هيئة أركان الجيش الصحراوي، ممثلين عن السلطتين التشريعية والتنفيذية والمجلس الأعلى للقضاء إلى جانب القائمين على البنى التحتية كرؤساء الدوائر والبلديات وغيرهم'' وأضاف أن ''هذه المبادرة تندرج في إطار تقوية التحالف بين الجزائر والصحراء الغربية والتقارب بين الشعبين، كما ستكون فرصة للتكوين في القضايا الجوهرية المتعلقة باستقلال الشعب الصحراوي إلى جانب مناقشة قضايا جيواستراتيجية تمس المنطقة الإفريقية ككل ومنطقة المغرب العربي على وجه التحديد، دون إغفال جانب التبادل الثقافي بين الشعبين الشقيقين''. وجدد الوزير في معرض حديثه تمسك شعبه بحقه في تقرير مصيره في رد ضمني عن تصريحات ملك المغرب محمد السادس الذي راهن في آخر تصريح له عن تخلي الجزائر عن قضية الصحراء الغربية، وقال إن ''مشاركة الصحراء الغربية في فعاليات الجامعة الصيفية المنعقدة حاليا بالجزائر وبهذا الحجم الكبير من إطاراتها لهو خير دليل عن تنامي الدولة الصحراوية بطريقة لا رجعة فيها، ويبين تمسك الجزائر بموقفها تجاه القضية الصحراوية'' وأضاف الوزير في ذات السياق يقول: ''كان لا بد لخطاب العرش المغربي أن يقدم شيئا للشعب الصحراوي لأن خطابه ذاك لا يتماشى مع منطق الأشياء والزمن ولا يمكن مناقشة مقترح دون الاستماع للآخر ولا بديل لشعبنا عن تقرير مصيره بنفسه'' من جهته جدد السيد محرز العماري رئيس اللجنة الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي في حديث له مع ''المساء'' موقف الجزائر الثابت تجاه القضية الصحراوية قائلا إن ثبات الموقف الجزائري تجاه مختلف القضايا الدولية بما فيها حق الشعوب في تقرير مصيرها هو الذي يصنع قوة السياسة الخارجية الجزائرية. جدير بالذكر أن افتتاح فعاليات الجامعة الصيفية للجمهورية العربية الصحراوية حضره إلى جانب الوفد الصحراوي الضخم السلطات المحلية لولاية بومرداس وممثلين عن الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية. أما برنامج الجامعة الصيفية الممتد إلى 28 أوت الجاري فيتضمن إجمالا خمسة محاور منها إلقاء محاضرات معمقة تتناول الثورة الجزائرية المجيدة المبرزة للمقاومة الشعبية الجزائرية ضد الاحتلال كتجربة نجاح لكفاح الشعب بأكمله في تقرير مصيره وتحرير بلاده، وفي السياق ستلقى محاضرات حول مسلسل المفاوضات التي أثمرت وقف إطلاق النار بين الطرفين الجزائري والفرنسي ثم إعلان استقلال الجزائر. هناك كذلك محاضرات تكوينية تقوم عليها إطارات جزائرية تكون مناسبة للإطارات الصحراوية لتستفيد من الخبرة الجزائرية في مجال البناء المؤسساتي والاستثمار في الموارد البشرية. تخلل هذا البرنامج بعض الأنشطة الثقافية تنظم على الهامش تبرز البعد الثقافي والتراثي للشعب الصحراوي بحسب تأكيد السيد محمد سليما إطار بوزارة الإعلام في تصريح له ل''المساء''.