يحل اليوم نائب الوزير الأول الروسي ديمتري ميدفيداف ووزير الخارجية سيرغي لافروف بالعاصمة الصربية بلغراد في زيارة مفاجئة أملتها آخر التطورات التي تلت قرار برلمان كوسوفو باعلان استقلال الاقليم عن صربيا· وينتظر أن يطغى ملف استقلال كوسوفو والانعكاسات التي خلفها على الوضع العام في منطقة البلقان على محادثات المسؤولين الروس ونظرائهم الصرب حتى وإن كان بيان رسمي للحكومة الصربية أكد أن المحادثات ستتناول العلاقات الثنائية· ويبدو أن روسيا من خلال هذه الزيارة تكون قد ألقت بكل ثقلها الدبلوماسي في معادلة الرفض والتأييد التي أحدثها قرار ألبان كوسوفو بإعلان استقلالهم عن السيادة الصربية وخاصة إذا علمنا أن ديمتري ميد فيداف هو المرشح لخلافة الرئيس فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة الشهر القادم· ويعد ذلك بمثابة رسالة قوية باتجاه دول الاتحاد الأوروبي التي أبدت ودعمت قرار الاستقلال وبصفة خاصة باتجاه الولاياتالمتحدة التي حملتها موسكو كامل المسؤولية في التطورات الحاصلة في تلك منطقة البلقان· واحتدت لغة الاتهامات والاتهامات المضادة بين روسيا وصربيا من جهة والولاياتالمتحدة من الجهة المقابلة حول شرعية وعدم شرعية قرار الاستقلال، بل عمدت السلطات الأمريكية الى ايهام نظيرتها الروسية بطريقة ضمنية بتأييد الأحداث التي شهدتها العاصمة الصربية ليلة الخميس الى الجمعة الماضيين ودفعت بمتطرفين الى إضرام النار في مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة بلغراد وحرق كل محتوياتها· ولم تشأ السلطات الروسية الصمت على هذه التهمة وأكدت أمس أن تعاملت مع الوضع بحكمة· وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس أنها تعاطت بمسؤولية مع الوضع ومن منطلق قول كل الحقيقة والتحذير من الانعكاسات الكارثية التي ستنجم عن قرار الانفصال· وجاء رد السفارة الروسية يوماً فقط بعد تصريحات أدلى بها نيكولا بيرنز الرقم الثالث في الخارجية الأمريكية الذي اتهم روسيا بعدم التحرك إيجابيا لمنع وقوع التطورات التي شهدها إقليم كوسوفو ولم تعمل أي شيء من أجل مساعدة سكان كوسوفو· وأكدت الخارجية الروسية في رد عنيف على هذه التصريحات أنها ضد اهانة الشعب الصربي وربط المشاريع الأورو أطلسية لبلغراد باتفاق تقسيم صربيا· وانتقدت روسيا عبر هذا البيان المنطق الأمريكي الذي يؤكد على أن قرار دعم استقلال كوسوفو تصرف أخلاقي لحالة استثنائية ولكنه يرفض هذا لآخرين"· والمفارقة في ظل هذه التطورات والتوتر المتواصل في علاقة موسكو بواشنطن حول المخطئ والمحق في موقفه، ينتظر أن يجلس مسؤولون صرب وآخرون عن دولة كوسوفو الفتية على طاولة واحدة بالعاصمة البلغرادية صوفيا لأول مرة منذ إعلان قرار استقلال كوسوفو قبل عشرة أيام· وقال وزير الخارجية البلغاري إيفايلوكالفين أن اللقاء يبقى صعبا لأنه الحدث الدولي الأهم الذي يتعين خلاله جمع الصرب والكوسوفيين إلى طاولة مفاوضات واحدة· وأضاف المسؤول البلغاري الذي تحتضن بلاده ندوة للتعاون الاقليمي أن بلاده تعتقد بضرورة عدم ترك فراغ في التعاون بين دول المنطقة·