هناك مثل شعبي عندنا يقول ''رمضان يجي بخيرو ويروح بخيرو''..وهذا قول يصح في أيامنا هذه. فبعد أيام يرحل رمضان..وترحل معه مظاهر ارتبطت للأسف بهذا الشهر الفضيل لعل أهمها مظاهر اللهفة والتسوق الجنوني والتبذير. في هذه الأيام الأخيرة من رمضان بدأت مظاهر التدافع والاكتظاظ والطوابير في الأسواق تتراجع بعض الشيء خاصة على المواد الاستهلاكية..ولعل قرب العودة المدرسية وما تتطلبه هذه المناسبة من استعدادات مادية لمجابهة مصاريف الدخول المدرسي قد ساهم بعض الشيء من تراجع حدة الاستهلاك الرمضاني المبالغ فيه. وقد لا نبالغ إذا قلنا ان الأسواق ''ستتنفس'' الصعداء بعد رمضان الذي شهدت خلاله ازدحاما لا يمكن وصفه، وكذلك ستتنفس ميزانية الأسر بعد أن اختنقت واستنزفت طوال شهر كان بمثابة الاختبار الذي يتخوف منه المُقبل عليه. لكن لا ننسى في هذا المقام أن نذكر أن خير رمضان يتراجع معه أيضا، فحتى الأسواق التي كانت مكتظة بمختلف السلع تتراجع بعضا منها بعد رمضان ونتفاجأ بعدم وفرتها! ولكن يبدو أن ميزانيات الأسر ما تزال في امتحان فلما كان موعد عيد الفطر هذه السنة متزامنا مع الدخول المدرسي فإن الفاتورة لن تخلو من تكاليف الملابس والأدوات. وهو ما يزيد في وتيرة الشراء التي ما زالت نفسها. يكفي القيام بجولة قصيرة عبر الأسواق والمحلات للوقوف على الإقبال اللافت للانتباه لمواطنين خرجوا لشراء كل ما يباع أينما يباع وبأي سعر يباع. هكذا هو رمضان بمجتمعنا..مرادفا للشراء والاستهلاك وإذا ارتحل تنفس البعض مهنئين أنفسهم بانتقاص المصاريف وبحمى الشراء التي تؤول أغلب مقتنياتها الى القمامة. رغم ان الحكمة منه أبعد بكثير من ذلك..