لم يعد مسلسل انتظار المدرب إيريك غيريتس، مشوقا في المغرب، بعد خيبة الأمل الكبيرة التي أصابت الجمهور، بسبب البداية غير الموفقة لأسود الأطلس، الذين فشلوا بقواعدهم، في انتزاع نقاط الفوز من منتخب إفريقيا الوسطى، في أول مباراة في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 عن المجموعة الرابعة. فنتيجة التعادل السلبي صبت الزيت على نار الانتقادات الموجهة للاتحادية، التي ما زالت تلتزم الصمت حول موعد وصول التقني البلجيكي إلى المغرب للإشراف بشكل مباشر على المنتخب الذي يقوده حاليا الفرنسي دومينيك كوبرلي، بالاعتماد على توجيهات غيريتس عبر الهاتف. ويعيش الشارع الرياضي قلقا كبيرا من هذه القيادة عبر آلة تحكم عن بعد، ويعتبرون أن ''حالة التشتت'' التي يوجد عليها إيريك غيريتس بين فريق الهلال السعودي والمنتخب المغربي، ''سيكون لها أثر سلبي على الجهتين، وسيكون حتما وراء سقوطهما في فخ النتائج السلبية''. وتحول هذا القلق إلى سخط ممزوج بانتقادات شديدة اللهجة، وصلت إلى حد إصدار أطر وطنية تعليقات قوية في حق المدرب البلجيكي، بسبب غيابه عن أول اختبار رسمي لأسود الأطلس، بعد فترة الفراغ الكبيرة التي مروا بها. وقال حمادي حميدوش، نجم الكرة المغربية والمدرب الوطني السابق في هذا الخصوص: ''أليس هناك مدربون عالميون، حتى يجري اختيار إيريك غيريتس، الذي ما زال ملتزما مع فريق الهلال''، مضيفا أن ''غيابه عن المنتخب الوطني في أول مباراة له يعد خطأ كبيرا''. وأوضح أن ''أشرطة الفيديو والهاتف لا يمكنهما أن يصلحا العيوب التي يعاني منها المنتخب والعيب لا يُصلح بالهاتف. فالتغيير كان في الأوراق والإسم، أما على أرضية الملعب فلم يسجل أي تغيير''. وتابع مدرب المنتخب السابق ساخرا: ''إذا كان إرسال ورقة كفيل بقيادة منتخب، فإن معظم المدربين سيعتمدون هذه الطريقة ويفوزون بكأس العالم''، مشيرا إلى أنه ''إذا لم يكن المدرب حاضرا ويعيش أجواء المباراة فلا يمكن أن يغير أي شيء''. وأبرز حمادي حميدوش أن اي ''مدرب في القسم الوطني الثالث كان سينجح في إظهار المنتخب بمستوى أحسن مما ظهر عليه مع إيريك غيريتس''. ولم يستطع الجمهور الرياضي أن يكتم بوادر غضبه طيلة المباراة، حيث ما إن انتهى الشوط الأول حتى غادرت نسبة مهمة المقاهي، بعد أن صدمها المستوى الضعيف الذي ظهر به الفريق، لتتأكد من أن لا شيء تغير، حتى مع استقدام مدرب من ''العيار الثقيل'' ماديا. وكان راتب المدرب البلجيكي شكل قضية رأي عام أثارت الكثير من الجدل في البرلمان المغربي وفي الأوساط الرياضية وبعض فعاليات المجتمع، التي رأت ذلك الراتب ''مبالغا'' فيه بشكل كبير (250 ألف أورو في الشهر)، وهو ما يجعل غيريتس ثاني أغلى مدرب في العالم بعد الإيطالي فابيو كابيلو مدرب المنتخب الإنكليزي، الذي يحصل على 8 ملايين أورو سنويا. للاشارة سيرحل المنتخب المغربي، في الجولة الثانية إلى دار السلام، لملاقاة منتخب تانزانيا في 8 أكتوبر المقبل، فيما يستضيف منتخب إفريقيا الوسطى '' الخضر''.