ستشهد الكرة الجزائرية لأول مرة في تاريخها، انطلاق أول بطولة احترافية يوم 24 من الشهر الجاري لحساب الموسم الرياضي 2010/,2011 وتعد أول تجربة لبلادنا في هذا المجال تأتي في أعقاب الديناميكية التي أحدثتها مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأسي أمم إفريقيا والعالم الأخيرتين. وتحمل التسمية الجديدة لهذه المنافسة، البطولة الاحترافية بقسميها الأول والثاني، المشكلين من أندية مهيكلة كل منها في مؤسسة تجارية استجابت لدفتر الشروط الخاص بنظام الاحتراف الذي حددت معالمه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قبل الشروع في هذه العملية الضخمة، التي تهدف إلى الرفع من مستوى الرياضة الأكثر شعبية في بلادنا على كافة المستويات، وبشكل خاص في مجال التسيير الذي ستنعكس إيجابياته لا محالة على المستوى الفني للعبة مثلما هو واقع في البطولات الاحترافية الكبيرة عبر العالم، وبذلك نضع حدا لسنوات من التسيير العشوائي والركود، و نصل إلى نظام احترافي يتكيف مع التغييرات التي تشهدها هذه الرياضة من سنة إلى أخرى. ولا شك في أن نظام الاحتراف يعد الوسيلة الوحيدة التي تجبر الأندية على الدخول في حياة الجدية والانتقال من الاتكالية إلى الاعتماد على النفس، لا سيما وأن الدولة ترافقها لفترة معينة في تحقيق هيكلتها من خلال الدعم المادي الذي ستستفيد منه. ولا شك أيضا أن أنظار الرياضيين وعشاق كرة القدم بشكل خاص، ستتجه نحو المستوى الأول من هذه البطولة الاحترافية الذي تتواجد فيه الأندية المتعودة على اللعب على اللقب، والأمر يتعلق بكل من حامل لقب البطولة السابقة فريق مولودية الجزائر، شبيبة القبائل، وفاق سطيف، شبيبة بجاية، اتحاد الجزائر، إلى جانب فرق أخرى كانت دائما طموحة في لعب الأدوار الأولى على غرار اتحاد الحراش، شباب بلوزداد، اتحاد عنابة وجمعية الشلف... ويأتي في مقدمة هذه الأندية ''العميد'' المصمم على تكرار سيناريو الموسم المنصرم، بالنظر إلى التحضيرات القوية التي أجراها في الصائفة وتميزت بإنجاز ثلاثة تربصات خارج الوطن، إلى جانب التدعيم النوعي الذي شهده تعداده المكون من عناصر شابة وأخرى لها التجربة الكافية للحفاظ على متانة الفريق، فضلا عن تواجد مدرب كفء وهو التقني الفرنسي ألان ميشال، الذي يريد تحقيق النجاح في الرهانات الثلاثة التي تنتظر تشكيلته، والمتمثلة في البطولة الوطنية وكأس شمال إفريقيا ورابطة الأبطال. من جانبها، لن تخرج شبيبة القبائل عن المألوف، فهي تعد من بين الفريق الطموحة بقوة إلى نيل لقب البطولة ويبدو فريقها في أحسن استعداد من الموسم الفارط مثلما يبينه مشواره الممتاز في رابطة الأبطال، حيث يوجد على مقربة من بلوغ نهائي هذه المنافسة بعدما فرض هيمنته على الأندية المصرية الإفريقية التي تواجدت في طريقه. ويخوض ''الكناري'' البطولة الاحترافية في مرحلة بلغ فيها لاعبوه درجة كبيرة من الاستعداد البدني والنفسي، فضلا عن تحسن مردودهم بعد العمل الكبير الذي قام به المدرب السويسري ألان غيغر. نفس الاستعداد البدني يتواجد فيه فريق وفاق سطيف بعد مشاركته في كأس رابطة أبطال إفريقيا، لكن بدرجة أقل من الناحية النفسية بعد فشله في هذه المنافسة الإفريقية وتأثر لاعبيه بالمشاكل التي عرفتها عارضته الفنية، لكن وفاق سطيف يبقى ذلك النادي القوي بتنظيمه وبهياكله الجديدة المترتبة عن اختياره لنظام الاحتراف، فهو مستعد للدخول بقوة في بطولة هذا الموسم بفضل امتلاكه لتعداد متميز بفردياته اللامعة. وتطمح إدارة الرئيس سرار إلى فتح صفحة جديدة من خلال تمكين فريقها من العودة بقوة إلى مختلف الجبهات التنافسية التي تنتظره في المستقبل. ولا يمكن التقليل من طموحات الفرق الأخرى التي تملك من الإمكانيات والطموحات لقلب الموازين ومزاحمة كبار المجموعة في رغبتها لنيل اللقب، ومن ضمنها تشكيلة شبيبة بجاية التي استعدت كما ينبغي لبطولة هذا الموسم، حيث بلغ استعدادها درجة كبيرة من التطور عكسه في الميدان المباريات الكثيرة التي أجراها زملاء الحارس سيدريك خلال التربصات التي أجراها الفريق هنا في الجزائر وفي تونس. فريق اتحاد الجزائر هو الآخر يريد العودة الى عهده السابق الذي كان يحصد فيه الألقاب، حيث يخوض بطولة هذا الموسم بحلة جديدة بعد انضواء النادي تحت تسيير مؤسسة حداد للبناء التي تشكل ضمانا حقيقيا للنادي في الجانب المالي، الذي يمثل بالنسبة لإدارة الرئيس سعيد عليق عاملا كبيرا لتحقيق الاستقرار. وقد تأتي المفاجأة في هذه البطولة من أندية لا يمكن التقليل من رغبتها في البروز، ونخص بالذكر شباب بلوزداد واتحاد الحراش وأولمبي الشلف، التي عرف تعدادها تحولا مميزا من خلال الاستقدامات التي قامت بها. وبغض النظر عن الطموحات الموجودة لدى كل فريق، فإن الأندية مجبرة من جهة أخرى، على احترام النظام التنافسي من خلال توفير كل ظروف إجراء المباريات على مستوى ملاعبها لكي تسود الروح الرياضية، التي تعد أيضا عاملا هاما في نجاح أول تجربة احترافية في بلادنا.