شرعت الجزائر في برنامج بعيد المدى لاسترجاع المكانة السياحية لما تتميز به البلاد من تنوع سياحي وما تزخر به من إمكانيات وطاقات. وإذا كان إطلاق المشاريع الاستثمارية الكبرى بالشراكة مع مستثمرين عرب سيساهم بدون شك في تحقيق جزء كبير من أهداف هذا المخطط، فإن المراهنة على المؤسسات والمنشآت الوطنية الموجودة حاليا يتطلب الكثير من العمل. فالمستثمرون العرب خاصة والأجانب عموما يملكون من الخبرة والتجربة ما يؤهلهم للقيام بدور إنعاش السياحة الوطنية واستعادة السياح الوطنيين والأجانب. لكن هل يملك مسيرو مؤسساتنا السياحية مثل هذه المؤهلات وهل يعول عليهم في استعادة المكانة السياحية؟ سؤال لا تتطلب الإجابة عليه جلسات وجلسات لمناقشة الأمر، وإنما التركيز على نقطة أساسية، وهي إصلاح ذهنية المسيرين والعاملين بالقطاع لإقناعهم بأنهم في خدمة السائح وتحت تصرفه وعليهم التخلص من عقلية الازدراء واللامبالاة وفي كثير من الأحيان الاستعلاء. فمتى تخلص هؤلاء من ذهنيات التسيير البائدة والاعتقاد بأن مؤسسات الدولة أصبحت ملكية خاصة لهم، ومن عقلية ''المزية'' في تعاملهم مع السائح، عندها يمكن القول أننا وضعنا أرجلنا على الطريق الصحيح للسير نحو النهوض بالسياحة الوطنية واستغلال هذه الثروة في خدمة التنمية الوطنية.