تحتفل الجزائر على غرار باقي دول العالم باليوم العالمي للتغذية المصادف ليوم 16 أكتوبر من كل سنة، تحت شعار ''معا لمكافحة الجوع''، في ظروف تتسم بالتحسن في القطاع الفلاحي، حسب ما أكده وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى نهاية الأسبوع عبر أمواج القناة الإذاعية الثانية ونقله بيان عن الوزارة. وأكد الوزير أن قطاعه يعرف تحسنا، حيث أن بعض المواد سجلت إنتاجا معتبرا وحتى أن هناك فائضا فيها، وهناك بعض المواد كالحبوب وبالخصوص القمح اللين مازال يعرف نقصا في الإنتاج ومازالت الجزائر تستورده والأمر نفسه بالنسبة للحليب، وأضاف السيد بن عيسى أن الهدف اليوم هو تحسين إنتاج المواد ذات الاستهلاك الواسع، والبحث عن الأولويات الواجب تسطيرها في البرنامج الخماسي 2010 - 2014 لضمان الأمن الغذائي، خاصة وأن رئيس الجمهورية وجه نداء للفلاحين والمربين والمتعاملين لرفع تحدي الأمن الغذائي في جلسة الاستماع المخصصة للقطاع. وأوضح السيد بن عيسى أن الخطوة الأولى في ذلك كانت إعادة الثقة للفلاحين والموالين والمتعاملين وقد تم ذلك تدريجيا، مشيرا إلى أنه ''في السابق كنا نقول أننا لسنا قادرين لكن خلال السنتين الماضيتين أصبحنا نقول أنه بإمكاننا تحسين أمننا الغذائي''، بالإضافة إلى توفر بعض الشروط التي تم وضعها في سياسة التجديد الفلاحي والريفي، وذلك عن طريق تسهيل التمويل تنظيم شعبة بشعبة، والعمل على التقريب بين الاقتصاديين المنتجين والفاعلين، مع إعطاء دور لكل ولاية في إطار عقود النجاعة والأخذ بعين الاعتبار قدراتهم وإنتاجهم في السنوات الأخيرة. وبخصوص مادة الحليب التي بالرغم من الإجراءات التحفيزية لا تزال تعرف إنتاجا ضعيفا، قال وزير الفلاحة أن الفرع يعد من الفروع الصعبة لأن فيه عدة متدخلين فهناك الموالون والمنتجون بكل مشاكلهم، إلا أنه ذكر أن الموالين تحركوا بقوة لإنقاذ الفرع وأعطى 3 أرقام تدل على ذلك، ففي 2008 قام الخواص باستيراد 1200 بقرة حلوب وفي سنة 2009 وبفضل البرنامج التحفيزي الذي وضعته الحكومة قاموا باستيراد قرابة 14 ألف بقرة حلوب أما في 2010 (إلى غاية أواخر أوت) استوردوا حوالي 15 ألف بقرة، وهذا ما يدل على العودة إلى هذا الفرع باستعادة الثقة فيه أولا والدعم الذي يوفره النظام التحفيزي لمحولي الحليب بهدف تشجيع الإنتاج الوطني بدل استعمال الغبرة في انتاج الحليب. وذكر السيد بن عيسى بهذا الشأن أن قطاعه طالب المعنيين من الموالين والمنتجين بجمع الحليب سعيا من الوزارة لإنشاء شعبة قوية ومستدامة، حيث من بين 110 وحدات تحويلية على مستوى الوطن استجابت 70 منها للطلب أما 40 المتبقية فقال بشأنها الوزير '' أننا بصدد إقناع أصحابها بالموضوع ''، وقد عرفت كميات غبرة الحليب المستوردة من قبل الديوان الوطني المتعدد المهن انخفاضا فمن 145 ألف طن إلى 120 ألف طن بالنسبة للعام الماضي وحوالي 110 ألف طن لهذه السنة.