" أيقظ قواك الخفية'' الكتاب الأكثر مبيعا في العالم، للمؤلف الأمريكي انتوني روبنز، الخبير المتميز في علوم الأداء المتفوق الذي يعتبر أحد الكتاب الأكثر تأثيرا في هذا الجيل، وصاحب تسع شركات ناجحة، استطاع أن يأسر الكثيرين بمضمونه المميز في مجموعة واسعة النطاق من القضايا، بما فيها الإدراك النامي لدى الجميع بأن النجاح وليد التحمل وخدمة الآخرين، وقد اظهر الكاتب مجموع القدرات الخارقة التي وهبنا الله تعالى إياها والتي تساعد على تسخيرها للنجاح، ولا يختلف اثنان على ان هذا النوع من الكتب يلعب دور الطبيب النفساني الذي يساعد على اجتياز أصعب المراحل في عمر الإنسان، خاصة أمام غياب ثقافة زيارة الطبيب النفساني لاعتبارات كثيرة، وهذا ربما ما يفسر نجاحه لدينا. وقد عرض روبنز هذه المهارات والقدرات في أربعة أجزاء وزعت على 559 صفحة وهو عدد صفحات الكتاب.حيث تطرق في الجزء الأول الذي أطلق عليه عنوان'' أطلق ما لديك من قوة'' الذي استشهد فيه بأقوال الباحثين والمفكرين الى أحلام القرارات، أي كيف يمكن للحلم ان يتجسد وكيف تكون هزائم الماضي حجر أساس للمستقبل الزاهر، كونها تضع الأسس التي تكون المفاهيم لدى الفرد فمن دونها لا يمكن للشخص أن يتعلم، وكيف نصنع التحولات المستمرة من خلال عرضه لمجموعة من الخطوات وهي ''ارفع تغيير المعتقدات والاستراتيجيات واتقان الاستثمار في العاطفة والبدن والعلاقات والأمور المادية، إضافة الى الوقت. اما المحور الثاني فقد حمل ثقل القرارات التي تعتبر السبيل الى القوة وقد استشهد بقول''بوريس باسترناك'' ولد الإنسان ليعيش، لا كي يستعد ليعيش'' وقد انطلق من مجموع التساؤلات التي تقود الفرد لآلية اتخاذ القرار كقوله'' كيف سأعيش السنوات العشر القادمة من حياتي؟ كيف سأعيش يومي هذا لأصل الى الغد الذي التزمت بتحقيقه؟ ما الذي سأدافع عنه مند الآن؟ حيث اعتبر هذه المرحلة الحرجة هي وقت تصميم الأيام القادمة من الحياة، والذي يعتمد أساسا تحميل النفس على القيام بالعمل، وطريقة القيام به أيضا، وكيفية السيطرة على أفعالنا المستمرة الذي تترجمه قوة اتخاذ القرار الذي يرتبط ارتباطا وطيدا باللحظات التي تتحد فيها القرارات والتي تقرر المصير. أما في الجزء الثالث والذي أطلق عليه اسم ''القوة التي تشكل حياتك'' فقد تطرق الى كيفية صد الشعور بالإحباط والارتباك، وحتى الغضب على الذات عند العجز عن أداء بعض الأشياء وقد عرض المؤلف قيمة قوى الألم والمتعة الذي يعتبر أهم درس نتلقاه في حياتنا، والتي يمكن الاستناد إليهما بغرض الحصول على المتعة او تجنب الألم. كما تطرق ايضا الى أنظمة القناعات التي تشكل قوة الابتكار والإبداع وقوة التدمير، وكيف يمكن للتغير ان يحدث على الفور، وكيف تغير أي جانب من جوانب حياتك هذا الأخير الذي ربطه بعلم تكييف الارتباطات العصبية، وتحدث ايضا عن كيف تحقق ما تريده فعلا، وتعابير النجاح النهائي والتي تحدث فيها عن الكلمات التي ينتقيها الشخص باستمرار والتي تقرر مصيره، وأشار روبنز الى كيفية تدمير الحواجز والجدران التي تقف في وجه النجاح. وقدم بالشرح الوافي العواطف القوية العشر وهي الحب والدفء، القادرة على إذابة أي عواطف سلبية، التقدير والامتنان: وهي من العواطف الروحية الأكثر قوة. حب الاستطلاع: اذا كنت تريد ان تنمو وتتطور حياتك فعليك بحب الاستطلاع. الانفعال العاطفي والإثارة: فكلاهما يضيفان نسقا على حياتك كون الانفعال العاطفي قوة يمكن ان تتحول الى تحد. التصميم: وهو الذي يقرر كيف يمكنك أن تتعامل مع ظروف الحياة وتحدياتها ومع خيبات الآمل وزوال الآمال الكاذبة. المرونة: ان تكون مرنا أي ان تكون سعيدا، اذ انك ستواجه طيلة حياتك اوقاتا لن تستطيع خلالها التحكم في الأمور. الثقة بالنفس: وهي التي لا يهزها شيء. المرح والغبطة: فالمرح يعزز من احترامك لذاتك، ويجعل حياتك أكثر متعة، كما يجعل الآخرين حولك أكثر سعادة، وللمرح ايضا قوة القضاء على مشاعر الخوف والتأذي والإحباط وخيبات الأمل والشعور بعدم الكفاءة ويطردها نهائيا من حياتك. الحيوية: وهي شديدة التأثير فإذا لم تعتن بقوتك البدنية فإن من الصعب عليك ان تستمتع بالعواطف سالفة الذكر. المساهمة: فسر العيش هو العطاء والمساهمة في تعزيز حياة شخص آخر-.