واصل المسؤولون الصحراويون ومختلف الهيئات والمنظمات الدولية موجة التنديد بالمجزرة التي اقترفتها قوات الاحتلال المغربية ضد النازحين الصحراويين بمخيم الحرية بالقرب من مدينة العيونالمحتلة. واعتبر الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أن ''مجزرة الثامن نوفمبر الجاري التي أقدمت عليها أيادي الغدر المغربية في حق الشعب الصحراوي آخر مسمار يدق في نعش الاحتلال''. وقال في رسالة بعث بها إلى سكان مدينة العيونالمحتلة بمناسبة عيد الأضحى المبارك أن الاعتداء الأخير للمغرب ''يحمل كل مواصفات الأحداث التاريخية التي تشكل علامات فارقة في كفاح الشعوب من أجل الحرية والانعتاق''. وسجل الأمين العام لجبهة البوليزاريو أن مجزرة 8 نوفمبر ترتب عنها ''حملات تطهير عرقي متواصلة واعتقالات عشوائية واختطافات بالجملة وتعذيب وحشي للمدنيين الصحراويين بعيدا عن أنظار الصحافة المستقلة والمراقبين والمنظمات الدولية الذين لم يسلموا بدورهم من إهانات سلطات الاحتلال المغربي على أعتاب المطارات المغربية''. وشبه الرئيس الصحراوي مجزرة ''اكديم ايزيك'' التي ارتكبتها قوات الجيش المغربي في حق السكان الصحراويين بضواحي مدينة العيونالمحتلة بمجازر 8 ماي 1945 التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بالجزائر والتي شكلت ''بداية اندحار ليل الاستعمار''. وكان وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك ندد بالحملة التضليلية التي يحاول المغرب من خلالها تشويه الحقائق وإظهار قواته القمعية في صورة الضحية بعد أن حاصر مسرح جريمته الشنعاء ضد المواطنين الصحراويين منذ الإثنين الماضي. وجاء رد فعل الوزير الصحراوي على الندوة الصحفية التي عقدها وزيرا الداخلية والخارجية المغربيين والتي عرضا فيها شريطا قصيرا حاولا من خلاله إظهار ما أسمياه ''عنف وبربرية الصحراويين'' خلال المواجهات الدامية مع قوات الاحتلال المغربية بمدينة العيونالمحتلة. وقال ولد السالك أنه و''أمام شلال التنديد والاستنكار من مختلف أنحاء العالم لإزاحة مخيم ''اكديم إيزيك'' بالدم والنار والقمع الهمجي الذي لا زال مستمرا حتى الآن بمدينة العيونالمحتلة دون أي شهود وسط حصار إعلامي ممنهج هاهي السلطات المغربية تعود لمفاجأة الجميع بمونطاج دعائي مفبرك ودنيء في محاولة لتبرير العنف الذي تمارسه ضد المدنيين الصحراويين''. من جهة أخرى نفى وزير الخارجية الصحراوي وجود أي لقاء عالي المستوى مبرمج بين جبهة البوليزاريو والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني لمناقشة الوضع في الصحراء الغربية. وكانت مسؤولة العلاقات الخارجية في الحزب الاشتراكي الإسباني قد أعلنت بأن حزبها سيعقد لقاء عالي المستوى مع قيادة جبهة البوليزاريو لمناقشة الوضع القائم بالصحراء الغربية معتبرة أن ''العلاقة بين الطرفين تمر بمرحلة صعبة''. وطالبت جبهة البوليزاريو مدريد باتخاذ موقف صارم إزاء الاعتداء المغربي على المواطنين الصحراويين وبضرورة حماية سكان الصحراء الغربية باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة لهذا الإقليم. وجاء في بيان لوزير الخارجية الصحراوي صدر أول أمس بالجزائر أن ''جبهة البوليزاريو تتأسف كون لا الحزب الاشتراكي ولا حكومته اتخذا موقفا حازما وواضحا إزاء الاعتداء المغربي الدامي على مخيم الحرية للنازحين الصحراويين''. غير أن مدريد التي اعتادت على إبقاء الغموض على موقفها بشأن القضية الصحراوية قالت على لسان وزير داخلتيها الفريدو بيريز روبلكابا أن الرباط تعهدت بالرد إيجابا على كل طلب من قبل اسبانيا بالتحقيق في الأحداث الدامية التي عاشتها المناطق المحتلة مؤخرا. مقابل ذلك أكد المتحدث باسم كتابة الدولة الأمريكية فيليب كرولي أن ''الولايات المتحدة ستواصل مساندة مسار الأممالمتحدة'' بخصوص ملف الصحراء الغربية معربا عن ''انشغال'' واشنطن بالمواجهات العنيفة التي حدثت الأسبوع الماضي بمخيمات النازحين الصحراويين. وقال المسؤول الأمريكي ''تنتظر بشغف تقرير المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس كما نواصل دعمنا لمسار الأممالمتحدة''. تزامنا مع ذلك أدانت الشبكة التضامنية مع الشعب الصحراوي لمنطقة ليغوريا (شمال غرب إيطاليا) القمع الذي يتعرض له الشعب الصحراوي. وقالت إن ''شعب الصحراء الغربية يشهد مراحل مأساوية في تاريخه لم يسبق لها مثيل بعدما فضلت الحكومة المغربية الرد على سلوكه السلمي بعنف لا مثيل له''. وفي نفس السياق أعرب مثقفون صحراويون واسبان عن استيائهم إزاء القمع العنيف الذي تمارسه القوات المغربية في ''مخيم الحرية'' بالقرب من العيونالمحتلة ودعوا المنظمات الدولية إلى فرض احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وفي ''وثيقة من أجل كرامة الشعوب'' وجهوها إلى المجتمع الاسباني والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة أعرب حوالي 500 موقع عن ''انشغاله'' إزاء التعتيم الإعلامي الذي يخضع إليه الصحراويون في الأراضي المحتلة للصحراء الغربية والذي قد يخفي على حد قولهم إبادة جماعية ارتكبت في حق السكان المدنيين الصحراويين.