أدى قرابة 36 ألف حاج جزائري من ضمن ما يقارب ثلاثة ملايين حاج الركن الأعظم في الحج يوقوفهم على صعيد عرفات بعد قضاء الليلة السابقة بمشعر منى في يوم التروية عملا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث رافق توافد مواكب ضيوف الرحمن إلى مشعر منى الآلاف من رجال الأمن عبر الطرق والأنفاق والجسور التي هيئت لهم والتي تتخللها منشآت زودت بجميع ما يحتاجه الحاج وهو في طريقه إلى منى. وأكدت السلطات السعودية أن رحلة الحجيج من مكةالمكرمة إلى منى تميزت باليسر رغم كثافة أعداد السيارات والمشاة وذلك بفضل الجهود التي بذلتها قوات الأمن من خلال تواجدها لتنظيم حركة المرور وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم. وعلى صعيد آخر، أكد المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ يوم الاثنين المنصرم بعرفة أن الدين الإسلامي يحرم ويجرم الإرهاب بكافة صوره، داعيا المسلمين إلى التماسك والثبات في زمن ''كثرت فيه السهام المسددة تجاه الدين الحنيف''. وفي خطبة صلاتي الظهر والعصر التي أدتها جموع المصلين جمعا وقصرا من مسجد نمرة، شدد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ على أن الإسلام حرم الإرهاب وسفك دماء المعصومين فهو ''دين رحمة وتسامح شمل الجميع بعيدا عن الغلو والعنف والبغضاء والعداوة''. ولصد ظاهرة الإرهاب التي تحاول الكثير من الأطراف إلصاقها بالإسلام لفت المفتي العام للمملكة الانتباه إلى ضرورة محاربة جوانب أخرى مقترنة بها كالجريمة والبطالة التي تزيد وتسهل من انتشارها. ودعا جموع المسلمين إلى الابتعاد عن الحروب والفتن وكل ما يخل بالأمن مهيبا بهم التحلي بالحذر وتوحيد المواقف باعتبارهما ''مكمن القوة'' في المجتمعات الإسلامية، فضلا عن الاعتزاز بشخصيتهم الإسلامية أينما كانوا وتواجدوا وعدم الانسياق وراء المغريات التي تكاثرت في هذا الزمن. كما طالبهم بنصرة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم واستخدام كل وسيلة لمواجهة الذين ارتكبوا الحماقات في حقه من خلال التمسك بسنته الشريفة والعمل بها في كل مكان وزمان مع الذود عن الصحابة الكرام وأم المؤمنين عائشة المبرأة رضي الله عنها. وتم في اليوم نفسه استبدال كسوة الكعبة الشريفة في مكةالمكرمة بكسوة جديدة عملا بالعادة السنوية، وقام منتسبو الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإنزال ثوب الكعبة القديم واستبداله بثوب جديد مصنوع من الحرير الخالص. وتشمل الكسوة ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع بارتفاع ستة أمتار ونصف المتر وبعرض ثلاثة أمتار ونصف مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة الشريفة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض. ويعد عرفات المشعر الحرام الذي لا يصح ولا يكتمل الحج دون الوقوف فيه وداخل حدوده في يوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام، تصديقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ''الحج عرفة'' تأكيدا منه على أن من لم يقف بعرفة فلا حج له، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج الحرم، وكانت قريش لا تقف يوم الحج بعرفات قبل الإسلام وذلك تشريفا منها لمكةالمكرمة، بل كانت تقف داخل نطاق الحرم، وعندما جاء الإسلام جعل الحج لا يتم إلا بالوقوف بعرفة، وعرفة كلها موقف وما عدا وادي عُرفة، بضم العين، فإنه يعد خارج نطاق الوقوف في ذلك اليوم.