احتفلت سلطنة عمان يوم 18 نوفمبر الجاري بالذكرى الأربعين لعيدها الوطني المتزامن مع تولي السلطان قابوس بن سعيد زمام السلطة عام 1970 والذي شكل نقطة تحول تاريخية في مسار تنمية هذا البلد الخليجي. وتمكنت سلطة عمان طيلة العقود الأربعة الماضية من تحقيق انجازات هامة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية جعلتها في مصاف الدول التي استطاعت في فترة قياسية تحقيق نهضة حديثة وضعت الشعب العماني على قطار التنمية.وأدخلت السلطنة إصلاحات دستورية على النظام السياسي في البلاد للتكيف مع معطيات التحولات الدولية الراهنة ركزت بالخصوص على توفير الحماية لحرية المواطن وصيانة حقوقه وتحديد واجباته تجاه المشاركة في بناء وطنه. وأيضا من اجل إعطاء مكانة لعمان على الساحة العربية والدولية.ويتكون النظام الأساسي للدولة في عمان من 18 مادة مقسمة الى سبعة أبواب حددت نظام الحكم في البلاد والمبادئ الموجهة لسياستها في المجالات المختلفة. كما بينت الحقوق والواجبات العامة للمواطنين. وفصلت الأحكام الخاصة برئيس الدولة ومجلس الوزراء والقضاء وأشارت الى المجالس المتخصصة والشؤون المالية ومجلس عمان.وفي سياق هذه الإصلاحات تبنت سلطنة عمان دبلوماسية المهادنة المبنية على أساس ترسيخ علاقات حسن الجوار وتكريس لغة الحوار واحترام مصالح كل الأطراف عند التعاطي مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية. وهو ما جعل سياستها الخارجية تتسم بالهدوء والصراحة والوضوح.وتحظى سياسات السلطنة ومواقفها على الصعيد العربي بتقدير واسع نظرا لإسهامها الايجابي في حل مختلف القضايا العربية من منطلق إيمانها بأهمية وضرورة تعزيز العمل العربي المشترك وتوسيع نطاق التعاون بين مختلف الدول العربية.وفي هذا السياق، تؤيد سلطنة عمان الجهود الرامية الى تطوير ودعم جامعة الدول العربية سواء تلك المتعلقة بتطوير آليات عملها وأجهزتها او من خلال تأييد الجهود الرامية الى التوصل الى تسوية دائمة وشاملة للقضية الفلسطينية. وبنفس حرصها على تحركها الدؤوب على الصعيد العربي، تحرص عمان أيضا على إقامة علاقات حسنة مع مختلف دول العالم من آسيا الى أوروبا مرورا بإفريقيا ووصولا الى أمريكا. وتجدر الإشارة الى أن العلاقات الثنائية بين الجزائر وسلطنة عمان قد عرفت تطورا ملحوظا طيلة العقود الأربعة الماضية، شمل مختلف الميادين خاصة السياسية والاقتصادية والتربوية وغيرها. وترجمت هذه العلاقات بتبادل الزيارات و الوفود كان أخرها عقد اللجنة الجزائرية-العمانية المشتركة دورتها الخامسة في العاصمة العمانية مسقط من 21 إلى 24 فيفري الماضي والتي أكدت عزمها على العمل على توثيق العلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة. كما سيعقد مجلس أعمال جزائري-عماني شهر جوان القادم اجتماعا بالجزائر على هامش معرض الجزائر الدولي بهدف تكثيف الروابط واستغلال الطاقات التي يزخر بها البلدان.