عاد الهدوء إلى حي ديار العافية ببلدية القبة نهار أمس بعد تدخل عقلاء الحي وإمام مسجد الفلاح الذي استغل خطبة الجمعة لدعوة شباب الحي إلى الهدوء وتغليب لغة الحوار لإيصال انشغالات السكان إلى السلطات المحلية. ومن جهته طالب السيد قوجيل العربي صاحب أحد البيوت القصديرية التي هدمت بقرار من البلدية يوم الثلاثاء الفارط شباب الحي إلى التعقل بعد أن كانت وضعيته السبب الرئيسي في اندلاع أحداث الشغب بين شباب الحي و قوات الأمن. لقد عادت الحركة إلى سابق عهدها بحي ديار العافية بعد أن فتحت المحلات أبوابها أمام المواطنين وعرض تجار الخضر والفواكه بضاعتهم للبيع بشكل عادي بالسوق الشعبي، ليبقى حديث العامة والخاصة عن انفلات الأوضاع نهاية الأسبوع الفارط مباشرة بعد عمليات هدم السلطات المحلية لثلاثة بيوت قصديرية تم إنجازها خلف الملحقة الإدارية لبلدية القبة بحي ديار العافية، وبعين المكان استطاعت ''المساء'' التقرب من عائلة السيد قوجيل العربي الذي كانت وضعيته السبب الرئيسي في اندلاع أحداث الشغب بين شباب الحي وأعوان حفظ النظام العمومي، حيث يقول المتحدث أنه يوم الثلاثاء الفارط تاريخ تطبيق قرار بلدية القبة القاضي بتهديم البيوت القصديرية كان المعني في مقر العمل بولاية بومرداس قبل أن يتصل به الجيران بالحي لإعلامه بالوضع. وحسب المتحدث فإن أعمال الشغب وقعت بعد إقدام السلطات المحلية على طرد أفراد العائلة المكونة من الأم وأربع بنات أصغرهن ذات أربع سنوات إلى الشارع، ليدخل شباب الحي في مشادات كلامية وشجارات مع أعوان الأمن ومصالح البلدية التي قررت توقيف عملية تهديم البيوت القصديرية، قبل أن تعود المشادات من جديد نهاية الأسبوع بعد تحويل 9 موقوفين إلى سجن الحراش بعد عرضهم على وكيل الجمهورية، وبغرض تهدئة الأوضاع أصر السيد قوجيل التحدث شخصيا إلى شباب الحي لحثهم على تغليب لغة الحوار، وقد ساعده في ذلك عقلاء الحي وإمام مسجد الفلاح، الذي دعا خلال خطبة الجمعة إلى تهدئة الأمور وضبط النفس. ومن جهتها اجتمعت رئيسة بلدية القبة نهاية الأسبوع مع السيد قوجيل لعرض انشغاله الذي يعود إلى شهر جويلة 2009 تاريخ طرده من السكن العائلي من طرف زوجة الأب، ليجد نفسه وأفراد عائلته بالشارع الأمر الذي دفع الجيران إلى التضامن معه وإنجاز بيت قصديري لأفراد العائلة في انتظار الرد على كل طلبات السكن التي أرسلها المعني إلى السلطات المحلية، ليتم إنجاز بيتين قصديريين بالقرب منه وهو ما دفع السلطات المحلية للتدخل وتطبيق قرار والي ولاية الجزائر القاضي بهدم كل البيوت القصديرية التي تخرج عن المساحات التي تم تحديدها وإحصاء سكانها مع نهاية .2007 وقد اعترف السيد قوجيل بأنه تخطى القانون في هذا الجانب مبررا تصرفه بعدم وجود حل لوضعيته، حيث عاد نهار أمس من جديد إلى مكان البيت القصديري لرفع الردوم وجمع أغراض البيت الذي تم تغطية جدرانه بغطاء بلاستيكي في انتظار تنفيذ وعود رئيسة بلدية القبة التي قررت دراسة ملف المعني. ومن جهة أخرى ولدى تقربنا من عدد من شباب الحي الذين عايشوا الأوضاع الفارطة أكد لنا الجميع أن أزمة السكن والضغط الذي يعاني منه سكان حي ديار العافية والذي يعود لسنوات الاستقلال وراء انفلات الوضع، وما زاد الطين بلة أن عملية الهدم مست ثلاثة مساكن قصديرية فقط، في الوقت الذي تعرف فيه نفس المنطقة توسعا للبيوت القصديرية بالقرب من تلك المهدمة ولو أنها تابعة لبلدية المدنية، ولم يتم الاقتراب منها من طرف أعوان البلدية. ويذكر أن بلدية القبة تحصي المئات من البيوت القصديرية والسكان الذين استغلوا الأقبية وبعض سطوح العمارات كمساكن لهم، وفي انتظار الانتهاء من دراسة ملفات السكان المحصين تحاول السلطات المحلية تطبيق قرار ولاية الجزائر بمنع توسع السكنات القصديرية.