يحتضن المركز الثقافي الفرنسي بوهران إلى غاية 23 من الشهر الجاري، فعاليات تظاهرة الشريط المرسوم بمشاركة عدد كبير من الأساتذة المختصين في المجال جزائريين وأجانب. التظاهرة حسب المنظمين، ستسمح بمعالجة العديد من المواضيع الفنية التي لها علاقة مباشرة بالشريط المرسوم، مما سيمّكن الطلبة والباحثين من توسيع دائرة معارفهم والتعرف عن كثب على ملامح الأشرطة المرسومة والإطلاع على أهم القواعد التي تسطرها والتقنيات التي تحددها، كما ستكون هذه التظاهرة مناسبة أمام المختصين لطرح تساؤلاتهم حول العديد من النقاط المبهمة، محاولين بذلك إيجاد إجابات مقنعة. ويتناول هذا الموعد الثقافي المميز تاريخ الشريط المرسوم الجزائري، من خلال مداخلة سيقدمها الكاتب والناشر لزهاري ليتار، يعطي فيها بعض التفاصيل عن نشأة هذا النوع من الإبداع الفني الذي دخل عالم السينما من بابه الواسع، حيث سيتمكن الحضور من التعرف على البدايات الأولى لميلاد الشريط المرسوم، وأهم المراحل التاريخية التي مر بها ليصل إلى ما هو عليه الآن من الشهرة، مع ذكر الأنامل التي نجحت في نقله من المجهول إلى العالمية، وأهم السبل الناجعة التي ساهمت في هذا التحرك المتطور، لا سيما الشريط المرسوم الفرانكفوني الذي عزّز مكانته في قائمة أهم الأشرطة المرسومة على الصعيد العالمي، إلى جانب الأمريكي والأسترالي. وسوف يكون للمستشارة البيداغوجية لمركز المقاربات الحية للغات ووسائل الإعلام بفرنسا السيدة ميرال بيدو، مداخلة قيمة تتمحور حول ''تاريخ الشريط المرسوم الفرانكفوني''، ليتم تسليط الضوء على بعض الأعمال الفرنسية الناجحة التي حققت إيرادات ضخمة في قائمة المبيعات، وتعطي بعض التفاصيل حول هذا الموضوع المتميز، والذي نادرا ما يكون محور اللقاءات ببلادنا. وستنشط السيدة ميرال بيدو حصصا تكوينية لفائدة الأساتذة الراغبين في تنويع أعمالهم البيداغوجية في هذا المجال، مما سيمكنهم من تعزيز آفاقهم وتجربتهم في عالم الأشرطة المرسومة، وذلك بإشراف خاص من المركز الثقافي الفرنسي، الذي سيسهر على توفير جميع الوسائل الضرورية لإنجاح هذه الحصص التكوينية. من جهته، سيترأس الأستاذ الباحث محمد بن صالح مائدة مستديرة لمناقشة واقع الشريط المرسوم اليوم، ويقف عند أهم المحطات التي عايشها هذا النوع من الفنون لا سيما بالجزائر، مع إعطاء تفاصيل معمقة وعن واقعه اليوم وأهم الأعمال الناجحة التي عرفتها الجزائر عبر مراحل مختلفة من خلال تقديم شواهد بارزة، كما سيقام على هامش التظاهرة معرضا فنيا كبيرا يضم أشهر الأعمال الفنية لرسامين جزائريين تميزوا بلوحاتهم الفنية ومواضيعهم الهادفة، زيادة على عرض لوحات لمجموعات أصلية للمدينة الدولية للشريط المرسوم والصورة بفرنسا، بهدف إثراء برنامج التظاهرة وتعزيزه بشكل يتناسق مع الموضوع المتناول، وحتى يكون فضاء للإكتشاف والإستمتاع وتحفيز الشباب على دخول هذا النوع من الفن، وتشجيعهم على الإنخراط في الورشات لتعلّمه، باعتباره من أهم الفنون المعبرة عن الواقع المعيش كما يصنفه النقاد والمختصون. القائمون على هذه التظاهرة الثقافية، يعدون الجمهور الوهراني المثقف بمفاجآت أخرى تمتزج بين النشاطات والعروض، وذلك في خطوة لإنجاح الحدث الثقافي، وإعطائه طابعا موسميا يحمل أهدافا ونتائج تعود بالفائدة على الجمهور أولا، ولتطوير الشريط المرسوم والدفع به نحو التطور كغيره من الفنون الأخرى، هذا زيادة على برمجة عروض خاصة بالأفلام السينمائية.