تسريبات ويكيليكس الأخيرة بخصوص الاستيطان في فلسطينالمحتلة قطعت الشك باليقين لكل من لايزال يعتقد بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية بيدها حل القضية الفلسطينية أو بإمكانها الضغط على الدولة العبرية التي بنت كيانها على أشلاء شعب بأكمله. فلقد بينت الوثائق حقيقة الموقف الأمريكي الداعم لمخططات الإسرائيليين تماما مثلما اتضح من قبل دور بريطانيا التي زرعت بذرة مأساة الشعب الفلسطيني التي يشهد الجميع على أنها أبشع وأطول تراجيديا يشهدها التاريخ الحديث، والشيء نفسه أيضا ينطبق على فرنسا التي ساهمت بقسط كبير في هذه المظلمة البشعة بعد أن أدخلت إسرائيل النادي النووي وزودتها بأعتى أسلحة الردع فتكا. والغريب في الأمر أنه في مقابل كل هاته الحقائق الجلية لايزال بعض الساسة في عالمنا العربي يحلمون ويعلقون الآمال معتقدين أن القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا بإمكانها إعادة الحق للشعب الفلسطيني وإرساء السلم في ربوع المنطقة العربية لأنهم لم يفهموا بعد أن الحل وإعادة الحق لأهله لايمكن أبدا أن يأتي من أيدي أطراف بنت مجدها وحضارتها أساسا على الغزو والمرور على أشلاء الضعفاء، وأنّ مايدور من أطوار المفاوضات ماهو إلا مسرحيات غرضها التمويه لاستنزاف خيرات المنطقة ذلك لأن ما أخذ بالقوة لايسترجع سوى بالقوة.