تواصل بلدية براقي عملية تهيئة الأحياء التي استفادت من عدة مشاريع تنموية لتغيير وجه المدينة والقضاء على النقاط السوداء، خاصة ما تعلق بالطرق الرئيسية والفرعية المهترئة التي ما تزال على حالها سواء التي شملت التهيئة أو التي مازالت تنتظر دورها منذ سنوات ، حيث وصفت بمدينة ألف حفرة نتيجة تراكم المشاكل بهذه البلدية التي تبعد عن ولاية الجزائر العاصمة بحوالي 51 كلم، والمعروفة بتوسعها العمراني وارتفاع كثافتها السكانية التي بلغت 115 ألف نسمة. فالزائر لهذه البلدية يلاحظ أنها لم تتخلص بعد من مشكل نقص التهيئة الذي أرق السكان كثيرا، رغم ورشات العمل التي باشرتها السلطات المحلية، التي تواجه وكغيرها من بلديات العاصمة مشكل الطلبات الكثيرة للحصول على سكن، خاصة بالنسبة للقاطنين بالأحياء الهشة. وإذا كانت بعض الطرق الرئيسية قد تخلصت من مشكل الحفر، فإن العديد من الأحياء والطرق الأخرى لا تزال تنتظر دورها من التهيئة، مثلما هو الأمر بالنسبة لشارع السعيد يحياوي وحي 2004 مسكن، خاصة على مستوى محطة الحافلات الوحيدة التي تغرق في برك المياه شتاء والغبار صيفا، كما يعاني حي بن غازي2 من هذا المشكل، وكذا حي المرجة خاصة بعد التوسع العمراني الذي شهده هذا الأخير في السنوات الأخيرة. وفي اللقاء الذي خص به ''المساء''، حمّل رئيس البلدية السيد شافعة عز الدين، مسؤولية تدهور الوضع إلى سابقيه من المسؤولين المحليين، مشيرا إلى أنه تم فتح ورشات للقضاء على تراكمات 20 سنة من التخلف، من خلال القضاء على النقاط السوداء وتهيئة طرقات حي بن طلحة، حوش الميهوب، محمودي، بينما لا تزال الأشغال جارية بحي داربوز والمرجة وبن غازي، في حين برمج حي بن غازي2 للسنة الجارية 2011 وحي مرحبا، وحي 13 هكتارا، وحوش محمودي الواصل للطريق الولائي، إلى جانب تخصيص حوالي 24 مليار دينار لتهيئة طرق حي 2004 والمساحات الخضراء. وفيما تعلق بقنوات الصرف الصحي، فإن معاناة حقيقية يشهدها حي ديار البركة الهش وكذا الأحياء القصديرية المنتشرة بالبلدية، بينما تم القضاء على النقاط السوداء في الأحياء الأخرى، باستثناء جزء من حي مناصرية الذي ينتظر الإعلان عن المناقصة لإتمام العملية. وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للطرقات فإن غياب المرافق الضرورية، انعكس سلبا على التنمية بهذه البلدية التي شهدت توسعا عمرانيا كثيفا، حيث لا زال شباب المنطقة ينتظرون تدشين قاعة متعددة الرياضات التي لم تنته بها الأشغال التي انطلقت في2001 بحي بن غازي، كما ينتظرون فتح قاعة رياضة ''الجيدو'' التي تعتبر هي الأخرى متنفسا لهواة هذه الرياضة. من جهتهم ينتظر العاطلون عن العمل بفارغ الصبر الإفراج عن قائمة المستفيدين من برنامج مئة محل، التي لم يعلن عنها لحد الآن، حيث تعد اللجنة - حسب رئيس البلدية - القوائم النهائية للمستفيدين الذين تقدموا بطلبات، ما عمق من مشكل البطالة ونقص فرص العمل خاصة وسط الحاصلين على شهادات. وكغيرها من أغلبية بلديات العاصمة، لم تصل براقي إلى الحد الأدنى من مستوى النظافة المطلوب، بسبب ارتفاع الكثافة السكانية وقدم الوسائل المستعملة في إزالة النفايات، ما أدى إلى تحديث حظيرة البلدية التي تعاني أيضا من بعد المسافة بينها وبين مفرغة أولاد فايت، ما حال دون القدرة على التحكم في الوضع بالصورة المطلوبة، لتبقى بعض الأحياء تشكو انتشار القمامة والحشرات. على صعيد آخر ينتظر السكان حل مشكل السوق العتيق الذي يبقى مطروحا، في انتظار إعادة تهيئته من جديد بعد إعداد الدراسة الخاصة به، إذ يأمل المواطنون أن ينتهي في الآجال القريبة، إلى جانب السوق البلدي المغطى الذي سيفتح هذه السنة بعد إمداده بالكهرباء، وتغطية السوق الجواري بحي بوقرعة الذي برمجته السلطات المحلية ضمن أجندتها.