ما يزال الشعر يسيد الكلمات، بفتح الأبواب المغلقة، يمتطي الأنجم والصهيل ويشدّ جدائل الرياح ويمضي سبيلا للنغم وانهمارا للعصافير السماوية، هو الشعر الذي يطير ويرقص بين تخوم البكاء والمسرّات وينشئ ممالك للحزن وللكبرياء، ووحده يرتاد حانة المستحيلات ويترشف من ألوان الشراب ما يسكر لحد الترنّح والسقوط، ويوقظ لحد الإحياء من بعد الموت، هو ذا الشعر مازالت تسكبه "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" ماء وتبني من خلاله جسورا للعبور، ومن ضمن ما صدر لهذه السنة "جسر لعناق الاحبة"· كم هم الشعراء الذين ليس لهم من الأرصدة إلاّ الكلمات، وليس لهم من شرفات إلا الكتب التي يطلّون من خلالها على مواسم الربيع والشتاء "جسر لعناق الأحبة" مجموعة شعرية، حفل من ورد القصيد مسيج بالقزحيات ومسقي بألوان المطر توهّج من إقامات الابداع وأبى إلاّ أن يكون قصيدة للعناق، هذا الشعر أو هذه النصوص كتبت خلال إقامات الابداع وجهد في اعدادها ومتابعتها الشاعر بوزيد حرز الله محافظ الاقامات والشاعر جيلالي نجاري منسق الاقامات· وقد قسم الكتاب الى مجموعتين من النصوص نصوص الاقامات الأولى والتي تبدأ من 14 الى 25 أوت 2007 وشملت البحر، القديس أوغسطين، واحد موسّى اثنين، مكان الغياب مقتدرا هذه المرّة، غربية في حرفي، كونسيرتو الماء، تيبازا، المتمنعة، رجال من ورق وأخيرا قص··· لصق ·يعرف الكتاب في مقدمته الشعراء وينعتهم بالأنبياء والسفراء، حيث تقول المقدمة "الشعر مغامرة والشعراء هم أنبياء الاكوان وسفراء المحبة والجمال ···" وتمضي كلمات الشعراء المسافرة في سياحة الجمال أو المبعثرة كطيور المساء تشد بأطراف الغمائم وتعزف على قطرات الماء انغامها التي تلد السنابل والحقول· أما الاقامة الثانية، فتتألف هي الأخرى من عدة نصوص وتغطي مساحة من 05 الى 15 ديسمبر 2007، وتشمل النصوص التالية: علّها تكتمل الصورة، إن الأمر إلاّ لنا، بوح لعشتار، غربة الانسان، لأنها الجزائر، وردة الشمس، حمّى السماء·· أو سينفلق الحجاب، خائفا أرفع الميزان، اشتباهات القلق، نشيد المفرد أو يفرك ظهرنا شجر، نافذة على البحر تكفي، احتمال البحر، احتمالات الصحراء، أمي وخالتي وأخيرا صورة تذكارية مع النسيان· هكذا تمّ دفتر الاقامات وهكذا اكتملت رحلة العناق الى احضان الكلمات، وهكذا تمّ جمع سنابل الحروف من حقول الشعر وسرقة أعباق الذكريات وتمشيط جدائل الشمس بأحرف من ماء، هي ذي النصوص التي كانت الجزائر قابلة ولادتها في مهد الاقامات ومشفى للمحبة ومولدا للقاء، فكان الجمال وكان اكتمال الدفتر بهذه النصوص على مدار 300 صفحة من القطع المتوسط في طبعة انيقة·