تستعد مصالح الأمن الوطني لمسيرة يوم السبت القادم وكلها إصرار على أن يمر هذا اليوم في ظروف جيدة بعيدا عن مظاهر العنف، وتلقت جميع مديريات أمن الولايات وبالخصوص أمن العاصمة تعليمات صارمة من قبل اللواء الهامل تلزمهم بضرورة التجند التام تحسبا ليوم 12 فيفري، وتقوم ذات المصالح بعمل استعلامي ووقائي مكثف لتجنيب اختراق جماعات لصوصية مع المسيرة الممنوعة تخريب ممتلكات عمومية وخاصة. وتستعد مصالح الأمن ليوم المسيرة الممنوعة، بحيث تتواجد مصالح مكافحة الشغب في حالة استنفار تخوفا من حدوث أي انزلاق، فيما يتم الاستعداد لدعم العاصمة بفرق إضافية وخاصة من الولايات المجاورة وحتى من المدارس وذلك بغرض إنشاء طوق أمني مشدد بعدة نقاط من العاصمة تجنبا لأي محاولات للتخريب والبلبلة، وسيتم التركيز على عدد من الأحياء والبلديات التي شهدت احتجاجات كبيرة وعنيفة في الأسابيع الماضية. وإلى جانب الاستعداد العددي ليوم السبت فقد شرع ومنذ أيام في العمل الاستعلاماتي الرامي إلى اقتفاء آثار جميع التحركات المشبوهة وهو في الحقيقة عمل وقائي، الغرض منه تجنيب العاصمة انزلاقات خطيرة، فيما بدا جليا للعاصميين تكثيف مصالح أمن الولاية للدوريات الأمنية والراجلة لأعوان الأمن بأكبر الشوارع والساحات بالزي الرسمي والمدني. وإن تلقت جميع المصالح التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني تعليمات صارمة بضرورة التحلي بالهدوء والرزانة وعدم الاستجابة للاستفزازات أيا كان نوعها مع تجنب الانفعال إزاء المحتجين والمقبلين على المسيرة، إلا أن القانون يجب أن يأخذ مجراه مادامت السلطات الإدارية لم ترخص للمسيرة المزمع تنظيمها يوم السبت القادم وبالتالي فإن مصالح الأمن مطالبة بوقف المسيرة بكل الطرق السلمية. ويشير مصدر أمني إلى استعدادات وتحضيرات مكثفة للحدث الذي تسعى العديد من الأطراف إلى استغلاله للظهور والبروز فيما يبقى التخوف الأكبر من استغلال عصابات إجرامية ولصوصية المسيرة للسطو على عدد من المقرات العمومية والهيئات وكذا مصالح تجارية تابعة للخواص وبالتالي خلق فوضى تحت غطاء المسيرة التي لم يرخص لها بعد. وكشفت مصادر موثوقة عن عصابات محترفة بالعاصمة هي الآن بصدد التهيكل والتخطيط للانتشار في شكل جماعات ووحدات بعدة نقاط وبلديات بالعاصمة بهدف السطو والسرقة التي يراهن عليها هؤلاء، بالموازاة مع المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، للمطالبة برفع حالة الطوارئ وتوسيع مجال ممارسة الحريات. وتشير ذات المصادر إلى محاولة الشبكات اللصوصية تضليل مصالح الأمن التي سيكون تركيزها كبيرا على ميدان المسيرة وحيز شغلها. من جهتها ستستغل مصالح الشرطة جميع وسائل المراقبة المتوفرة خاصة ما تعلق منها بأجهزة الكاميرات والمنصبة بعدد من الساحات والشوارع الرئيسية وذلك لضبط أية تحركات مشبوهة والتعرف على هوية أصحابها، فيما سيتم الاعتماد أكثر على المراقبة والتغطية الجوية باستغلال المروحيات في تمشيط جميع زوايا العاصمة واقتفاء أي أثر لتحرك غير عادي، علما أن التغطية الجوية تعمل بدون انقطاع وطوال ساعات الليل والنهار.