يبدو أن بعض رؤساء الأندية سينتهجون طريقة رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار، الذي رمى المنشفة احتجاجا على الأزمة التي يعيشها فريقه والتي لم يجد لها حلا، حيث يعتزم رؤساء أندية القسم الأول المحترف، تقديم استقالة جماعية احتجاجا على عدم التزام السلطات العمومية، ممثلة في وزارة الشباب والرياضة والاتحادية، بتجسيد الوعود التي كانت قد قطعتها على نفسها عند انطلاق مشروع الاحتراف مع بداية الموسم. وكما أشرنا إليه في عددنا الماضي، فإن هؤلاء الرؤساء، الذين يطالبون برفع الحصار عن مساعدات الدولة سيمرون إلى مرحلة أخرى، وهي التهديد بالاستقالة الجماعية من رئاسة أنديتهم، ما دام لا شيء تغير منذ انطلاق الموسم الذي لعبت منه 14 جولة لحد الآن، حيث تواجه العديد من الأندية أزمة مالية كبيرة لم تعرف الحل، رغم أن العديد منها فتح رأس مال الشركة ودعا المستثمرين إلى الأخذ بيدها، غير أنه لا أحد تقدم لشراء الأسهم، فرؤساء الأندية يرون أن السلطات العمومية أهملتهم ولا تريد تقديم المساعدات التي نطقت بها في البداية. وحسب رئيس مولودية سعيدة محمد خالدي، فإنه مع مبادرة الاستقالة الجماعية، إذا لقيت إجماعا من قبل بقية الرؤساء، ستكون الوزارة والاتحادية أمام الأمر الواقع. وتساءل خالدي الذي سبق وأن قدم استقالته من قبل، بعد أن رفضت الوزارة تدرب فريقه على أرضية الملعب الرئيسي إلا مرة واحدة في الأسبوع، عن سر تماطل الهيئات في فك الحصار عن المساعدات التي وعدت بها وعن الالتزامات المتضمنة في دفتر الشروط الخاص بالاحتراف، خاصة ما يتعلق بقرض ب 10 ملايير سنتيم دون فوائد، وقطعة الأرض بمساحة هكتارين، وتسديد 50 بالمائة من تكاليف السفر والإطعام، والتكفل بدفع رواتب مدربي الفئات الشبانية، التي لم يتحصل أي ناد على أي منها. من جهته، أكد محفوظ قرباج رئيس نادي شباب بلوزداد، أن فكرة الاستقالة الجماعية بدأت تجد قبولا بين زملائه. كاشفا أنه قرر ترك منصبه مع نهاية الموسم الحالي، احتجاجا على الفوضى السائدة، ومتهما في الوقت نفسه وزارة الشباب والرياضة والاتحادية بإصدار أوامر لا تقبل إلا التنفيذ. نحو عقد اجتماع طارئ مع روراوة وأكد عيسى منادي رئيس اتحاد عنابة، أن رؤساء الأندية على اتصال دائم فيما بينهم، وأنهم سيجتمعون برئيس الاتحادية محمد روراوة في الأيام القادمة بعد عودته من السودان، للنظر في مستقبل كرة القدم الجزائرية، وبالدرجة الأولى مشروع الاحتراف. وانتقد منادي من جهة أخرى طريقة تعامل وزارة الشباب والرياضة مع الأندية ومماطلتها في تنفيذ وعودها بمساعدة الأندية، مشيرا إلى أن مصاريف الضمان الاجتماعي كلفت خزينة فريقه مليارا و200 مليون سنتيم خلال ثلاثة أشهر فقط، في حين يصل إجمالي رواتب اللاعبين السنوية 13 مليار سنتيم. كما أوضح أيضا أن رئيس الاتحادية، كان وعد الرؤساء بصندوق دعم الاحتراف يمكن الأندية من مساعدة مالية تصل إلى 5 ملايير سنتيم، لكن هذه الوعود بقيت حبرا على ورق، وتركت الأندية تصارع وحدها.