أكد نائب رئيس الغرفة التجارية الأمريكيةبالجزائر السيد كريم الحسني أمس، أن العديد من الشركات الأمريكية ترغب في الاستثمار بالجزائر. مشيرا إلى أن نظرته الخاصة ترتكز في الوقت الراهن على ضرورة تشجيع التعاون في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بدل التركيز على المحروقات، من خلال إرساء استثمارات طويلة المدى تتراوح بين 3 و10 سنوات. وقال السيد الحسني في ندوة فكرية نظمها مركز الشعب للدراسات الاستراتيجية بعنوان ''الاستثمارات الأمريكية في الجزائر وآفاق التعاون بين البلدين'' إن الغرفة تتلقى العديد من الاتصالات من شركات أمريكية تريد المجيئ إلى الجزائر، غير ''أننا نسألها قبل مجيئها إلى هنا عن نواياها وما اذا كان هدفها بيع منتوجاتها فقط''. مشيرا إلى أنه إذا كان الأمر كذلك ''فإننا ننصحها بعدم المجيئ''. وتأسف الحسني وهو عراقي الجنسية ومقيم في الجزائر منذ 10 سنوات لكون الاستثمارات الأمريكية تتركز في الاستثمارات المباشرة في الغاز والنفط بغلاف مالي يقدر ب5 ملايير دولار في وقت ظهر فيه مؤخرا اهتمام أمريكي بالاستثمار في الطاقات المتجددة أمام البرنامج المعلن من قبل الحكومة الجزائرية في هذا المجال. مشيرا إلى أن العديد من الشركات الأمريكية تهتم بهذا النوع من الشراكات التي ستجد في الجزائر المناخ المناسب لتطويرها لتوفرها على الطاقة الشمسية. كما استعرض القطاعات التي تحظى باهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر والتي تتمحور في المجال الصناعي الذي قال عنه بأنه يجب أن يخرج عن الإطار الثقيل المنصب على المحروقات والقطاع الفلاحي والصيد البحري في ظل شساعة المساحات الزراعية في الجزائر ونقل التكنولوجيا بين البلدين والصناعات الصيدلانية التي تنشط بها العديد من المؤسسات الأمريكية، في حين يرى أن الاستثمار في المجال الغذائي غائب حاليا رغم أن محيط الاستثمار مهم جدا، وبرر هذا الغياب لكون المطاعم الأمريكية الشهيرة ترى أن ثمن العقار في الجزائر مرتفع جدا. كما تطرق الحسني إلى العراقيل التي تواجه الشركات الأمريكية، مبديا أمله في أن تحل مستقبلا. وذكر في هذا الصدد الحاجز اللغوي عند الترشح للحصول على الصفقات، حيث أشار إلى أن هذه الشركات تلزم بترجمة العرض المقدم باللغة الانجليزية إلى اللغة الرسمية. إضافة إلى أن المؤسسات الأمريكية يهمها توضيح القوانين المالية واستقرار التشريعات والإعفاء الضريبي في مجال القطاعات الصناعية، إلى جانب إضفاء المرونة على السوق المالية المتمثلة في البورصة التي مازالت تشهد تأخرا كبيرا. ورغم وجود إرادة لتطوير التعاون الثنائي فإن نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية يرى أن مستوى التبادل التجاري لا يرقى إلى التطلعات المنشودة بسبب عدم تكافئه بين البلدين في الوقت الذي تنحصر فيه الصادرات الجزائرية نحو الولاياتالمتحدة في المحروقات فقط، وفي هذا الصدد أشار إلى عقد ملتقى شهر ماي القادم هنا بالجزائر لمساعدة الشركات الجزائرية على بحث سبل التصدير نحو الولاياتالمتحدة خارج قطاع المحروقات. وأوضح السيد الحسني أنه خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش تم استحداث إطار للتجارة والاستثمار من خلال التوقيع على بروتوكول اتفاق بين البلدين في حين سيتم مستقبلا إبرام المزيد من المعاهدات الخاصة بالاستثمارات الثنائية على ضوء مبادرة الشراكة من أجل الفرص الاقتصادية بشمال إفريقيا التي أطلقت في .2010 وأشار إلى أن هدف هذه المبادرة يكمن في تعزيز الروابط الاقتصادية بين الدول من خلال إنشاء شبكة المقاولات الصغيرة والجمعيات لإرساء علاقات بين المقاولين الشباب في هذه المنطقة والولاياتالمتحدة إلى جانب إنشاء أكاديمية للتكوين في المجال المقاولاتي والتي قد يكون مقرها الجزائر، إضافة إلى مركز الامتياز والمقاولة الذي يختص في جمع البيانات وهدفه خلق شبكة مدارس للتكوين في مجال الأعمال بين البلدين وإنشاء حاضنات للتكنولوجيا والإبداع التي تهدف إلى ترقية العلوم والتكوين في مجال الرياضيات.