تعد دشرة أولاد حناش ببلدية مفتاح بولاية البليدة واحدة من المناطق التي يعاني فيها التلاميذ من ظروف التمدرس الصعبة، والتي يكرسها بالأساس غياب النقل والإطعام المدرسيين، حيث بات التنقل اليومي عبر قطع مسافة 8 كيلومترات للوصول إلى متوسّطة ''المرابطين'' الكائنة بمركز مدينة مفتاح هاجس قرابة 300 تلميذ لا طالما طالبوا على غرار أهاليهم بتوفير هاتين الخدمتين الرئيسيتين لضمان حسن تمدرس أبنائهم. وحسب تصريح أولياء التلاميذ ل''المساء'' فإن فلذات أكبادهم يضطرّون بشكل يومي للخروج من البيت العائلي في حدود الساعة السادسة صباحا خوفا من عدم اللحاق بمقاعد الدراسة أمام انعدام تام لوسائل النقل المدرسي، مواجهين في ذلك مخاطر الظلام الدامس والأماكن الموحشة، وذلك في غياب الإنارة العمومية بالمسلك الرابط بين أولاد حناش والطريق الولائي رقم 118 على مسافة 3 كيلومترات التي يقطعونها مشيا على الأقدام وسط الأحراش، من أجل الوصول إلى موقف الحافلات من أجل الظفر بمركبة تمكّنهم من الوصول إلى مركز مدينة مفتاح لاجتياز مسافة خمس كيلومترات أخرى، ومن ثمّ اللّحاق بمؤسّستهم التربوية، وأوضح أحد أولياء التلاميذ ل ''المساء'' أنّ نفس السيناريو يتكرّر أثناء عودة التلاميذ لمنازلهم التي لا تكون في الظلام أيضا في موسم الشتاء، وأمام استمرار وضعية افتقار المؤسسة التي يزاول بها هؤلاء دراستهم لمطعم مدرسي، يناشد التلاميذ الجهات المعنية النظر في معاناتهم بعد أن تحولت وجبة ''الكرنطيطة'' الأكلة الوحيدة المتاحة أمامهم في ظل ضعف القدرة الشرائية لغالبية أهاليهم والذين لا يمكنهم منحهم ثمن وجبة أكثر قيمة غذائية من تلك التي تعد وجبة الفقراء على حد قولهم. ويؤكد الأولياء أن مشكل انعدام النقل المدرسي بدشرة أولاد حناش انعكس بالسلب وكان وراء إقدام الأولياء على توقيف بناتهم عن الدراسة، متحججين بالخوف عليهن من التعرض لأي مكروه أثناء تنقلاتهم اليومية، وهو تخوف طبيعي - حسبهم - بالنظر إلى المسالك التي يضطر التلاميذ لعبورها قبل الوصول إلى وجهتهم، وهو ما يستدعي التدخل العاجل من قبل مصالح البلدية لتوفير هاته الخدمة لأبناء المنطقة الذين سئموا من الوضعية السيئة.