الجزائر عازمة على تحقيق الاندماج الاقتصادي لدول المغرب العربي اكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد عبد العزيز زياري، أمس بسيول (كوريا الجنوبية)، عزم الجزائر على المضي من أجل ''تحقيق هدف الاندماج الاقتصادي لدول المغرب العربي، على اعتبار ان التطور الاقتصادي والاجتماعي والاستقرار السياسي في هذه الدول المجاورة ''ضروري ويتوافق مع مصالحها على المديين القريب والبعيد''. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال أشغال ''المنتدى التشاوري لرؤساء برلمانات دول مجموعة ال 20 ''، حيث أبرز السيد زياري أن التضامن مع بلدان الجوار، خصوصا المغرب وتونس، قد ''طبع دوما السياسة الاقتصادية الجزائرية، رغم الصعوبات الظرفية والناجمة عن اختلاف التصور إزاء مشاكل مختلفة في المنطقة''. وفي هذا الشأن، استعرض السيد زياري مبادرة الجزائر بمد وصل كهربائي مع شركائها المغاربيين، وكذا تمريرها أنبوب غاز عبر التراب المغربي ليستفيد منه أشقاؤها قبل وصوله الى السوق الأوروبية، فضلا عن مشروع الطريق السيار شرق - غرب الذي سيربط الحدود التونسية بالحدود المغربية. من جهة أخرى، تحدث رئيس المجلس الشعبي الوطني عن أن تزايد عدم المساواة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والدول الصاعدة وغالبية الدول في طريق النمو، يشكل ''خطرا على الأمن والسلم الدوليين''. وأوضح السيد زياري أن هذه المشاكل ''تخاطب ضمائر المجتمعات الغنية وتلزمها بمسؤولية سياسية واقتصادية''. مضيفا أن ''موضوع النمو والتنمية لتحقيق الازدهار المشترك له علاقة وطيدة بأبعاد الاقتصاد والأخلاق والأمن'' . وأشار الى أن هذه العلاقة ''باتت تضع الحكومات والمؤسسات المنتجة أمام مسؤوليات تحسيس الفاعلين الاقتصاديين العالميين كالمنظمة العالمية للتجارة وصندوق النقد الدولي، وكذا المؤسسات الاقتصادية الإقليمية''، وتدعوها الى ''التعجيل بإرساء نظرة شاملة وواسعة حول النشاط الاقتصادي والتطور''. علاوة على ذلك، تناول رئيس المجلس الشعبي الوطني، العلاقات التي تجمع أوروبا بالمغرب العربي، حيث دعا دول الاتحاد الأوربي إلى ''بناء علاقاتها مع دول المغرب العربي بشكل أكثر جدية''. مؤكدا ان ''عهد المساعدات المنتظمة والتكفل المالي قد انتهى وأثبت عدم فاعليته''. مضيفا أن ''اتفاقيات الشراكة التي يغلب عليها الطابع التجاري ينبغي أن تتطور بسرعة نحو مقاربة اقتصادية شاملة''. ونبه في السياق، الى أن اتفاقيات الشراكة المذكورة ''لم تنتج تطورا اقتصاديا و اجتماعيا بالنسبة لدول المغرب العربي في مستوى الإمكانيات البشرية والمادية والقدرات الاقتصادية التي تتمتع بها دول الاتحاد الأوروبي، عكس التطورات الباهرة التي حققتها الدول الاشتراكية (سابقا) بفضل الإرادة السياسية لأوروبا الغربية بعد سقوط جدار برلين''. على صعيد آخر، تساءل السيد زياري في كلمته عن ''مغزى'' الحماسة التي أبدتها بعض الدول للثورات الديمقراطية لدول الضفة الجنوبية (للبحر المتوسط)، في الوقت الذي ''لا تقوم بأي عمل ملموس من أجل مسعى شامل ومعالجة جذرية لمشاكل مثل الهجرة غير الشرعية والجرائم العابرة للحدود، وكذا الإرهاب''. ودعا في هذا الشأن الشركاء الأوروبيين الى ''ايجاد تفسيرات سياسية واقتصادية وأخلاقية لهذه الوضعية''. كما اغتنم السيد زياري الفرصة ''للتنويه'' بواقع العلاقات الاقتصادية التي تجمع الجزائر بكوريا. مثنيا بشكل خاص على مردود ومساهمة هذا البلد في البرامج التنموية الجزائرية. مؤكدا انها ''شراكة متوازنة'' تسعى إلى تحقيق النمو والتطور وتدعم الازدهار المشترك في البلدين. يذكر ان السيد زياري كان قد تدخل أول أمس الخميس خلال جلسة المناقشة المخصصة لموضوع ''الإستراتيجيات البرلمانية للتعاون من أجل الأمن الدولي ومحاربة الإرهاب''، أكد من خلالها على ضرورة امتناع الدول عن دفع الفدية للجماعات الإرهابية وحاجتها الى اعتماد تشريعات وطنية وإيجاد آليات دولية لبلوغ هذا الهدف.