كشف المدير العام المساعد بالديوان الوطني للسياحة التونسية السيد سي عفيف محرزي اول امس عن اعداد استراتيجية جديدة لاستقطاب السياح الجزائرين من خلال تنويع المنتجات الممنوحة للسياح من كل الفئات، مستبعدا أن تكون تونس تحولت للسوق الجزائرية بعد عزوف السياح الأوروبيين عنها بسبب الأحداث الأخيرة، فما يجمع تونسوالجزائر من تاريخ مشترك وراء هذا الاهتمام على ان يتم في المستقبل القريب تبادل السياح ما بين الوكالات وتعزيز قدرات السياحة الحموية للعائلات. استغل ممثل الديوان الوطني للسياحة التونسية يوم الجمعة الأخير فرصة تواجد وفد اعلامي جزائري بتونس للوقوف على تحضيرات استقبال السياح الأجانب خلال موسم الاصطياف الحالي الذي تزامن مع الظروف التي ميزت تونس بعد ثورة الشعب 14 جانفي الفارط، وذلك للرد على التساؤلات المتعلقة بالوضع الامني، حيث شدد المتحدث على تحسن الأوضاع خاصة بعد تأجيل انتخاب المجلس التأسيسي لشهر أكتوبر القادم من خلال الرفع من عدد نقاط المراقبة عبر الحدود البرية وتسطير برنامج امني بالتنسيق مع وزارة الداخلية للسهر على راحة السياح، خاصة بعد تسجيل مجموعة من الاعتداءات خلال الاشهر القليلة الماضية بمنطقة توزر، مشيرا في هذا الشأن إلى انخفاض نسبة الجريمة منذ شهر ماي الفارط ب 10 بالمائة. وعن الوضع السياحي التونسي وتخوف السلطات من فقدان المقصد السياحي أشار المسؤول الى أن الحكومة التونسية تركز اليوم على السياحة للعودة لتوازناتها المعهودة وعليه يتم الاهتمام اكثر بسياح الدول المغاربية من خلال السهر على توفير خدمات ذات نوعية جيدة بأسعار معقولة، خاصة بعد تزامن فصل الصيف مع شهر رمضان الكريم حيث يتم التنسيق مع وزارة الثقافة لتنظيم سهرات فلكلورية، مع السعي الى تخصيص فنادق خاصة للجزائريين لتفادي الاختلاط مع باقي السياح الأجانب. من جهة اخرى، اعلن السيد سي عفيف عن التحضير لإطلاق دراسة لتحديد نوعية طلبات السائح الجزائري بالدرجة الأولى بغرض توفير تسهيلات أكثر انطلاقا من المراكز الحدودية وإلى غاية نهاية فترة عطلهم، مع الاهتمام بكل فئات السياح لتشجيع السياحة الحموية العلاجية التي تعد الفنادق التونسية رائدة فيها، معلنا عن قرار وزارة السياحة بمضاعفة الغلاف المالي المخصص لحملات الاشهار عبر وسائل الاعلام الجزائرية ب 5 مرات. وعن إشاعة إلغاء العديد من التظاهرات والمهرجانات التي تعود عليها السياح اكد المتحدث ان وزارة السياحة التونسية قررت اطلاق كل التظاهرات المرتقبة في مواعيدها، مع تحضير كل الظروف لاستقبال ابناء الجالية التونسية في المهجر، ليبقي اهتمام الحكومة منصبا على الجنوب الذي سجل نزوح اكثر من 500 الف مواطن ليبي هروبا من الحرب الدائرة بالمنطقة. ولم ينف السيد سي عفيف تسجيل انفلات ''إعلامي'' تزامنا مع الانفلات الأمني وذلك خلال إجابته على سؤال للصحافة الجزائرية حول محاولة إحدى الصحف التونسية التشكيك في موقف الجزائر من الأحداث التي تعرفها تونس، مؤكدا مرة أخرى الموقف المشرف للجزائري والذي يحترمه الشعب التونسي. من جهته، اعترف السيد فريد هني مدير مركزي للعلاقات بانخفاض الحجوزات عبر الفنادق ب 50 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة، وعليه تقرر اعتماد برنامج جديد اطلق عليه اسم ''الجودة الكاملة'' لمسايرة السياح منذ دخولهم والى غاية عودتهم، وبالنسبة لقيمة الخسائر المسجلة لحد الآن، تحدث السيد فريد عن (1) مليار دولار كتقييم أولي، كما نفى السيد عفيف خبر تسريح عدد كبير من العمال بالقطاع السياحي، مشيرا إلى أن الفنادق اضطرت الى دفع العمال المتعاقدين إلى أخذ اجازاتهم، في الوقت الذي تم فيه تخفيض عدد العمال الموسميين.