شكلت مسألة بحث فرص الشراكة بين متعاملين جزائريين وألمان بغية ترقية التبادلات الاقتصادية في الآفاق المستقبلية محور أشغال يوم إعلامي انتظم أمس بمدينة بسكرة· وقد نشط هذا اللقاء الذي بادرت إلى تنظيمه غرفة التجارة والصناعة للزيبان كل من المدير العام للغرفة الجزائرية الألمانية السيد أندرياس هيرغنروثر ورئيس غرفة التجارة والصناعة للزيبان السيد عمر وانجلي ورئيس الغرفة الفلاحية السيد مسعود قماري بحضور العديد من المتعاملين الاقتصاديين المحليين· وقد ألقى رئيس غرفة التجارة والصناعة للزيبان بالمناسبة كلمة أشار فيها إلى أن المتعاملين الاقتصاديين للبلدين لديهم مصالح مشتركة قابلة للنمو والازدهار "وهناك اهتمام متزايد بالسوق الألماني من جانب المتعاملين الجزائريين"، مشيرا إلى أنه تم إدراج نقطتان تتعلقان بترقية الصادرات الجزائرية وتقديم دليل ولوج السوق الألماني· وقدم رئيس الغرفة الفلاحية عرضا شاملا حول فرص الاستثمار بالولاية، مشيرا إلى أن بسكرة تتربع على 2,2 مليون هكتار منها مساحة 1,7 مليون هكتار قابلة للاستصلاح الزراعي وموارد مائية سطحية وباطنية تفوق 700 مليون متر مكعب وثروة حيوانية تقدر بمليون رأس، في حين تتمثل أهم المنتوجات في التمور والخضروات المبكرة واللحوم الحمراء· وبخصوص دليل ولوج السوق الألماني، فإن المدير العام للغرفة الجزائرية الألمانية وضع في متناول المتعاملين الجزائريين سلسلة من الوثائق وأقراص مضغوطة يتضمن بنك معلومات حول النسيج الاقتصادي الألماني، مشيرا إلى أهمية مشاركة المتعاملين الجزائريين في المعارض التي تقام بألمانيا للتعريف أكثر بالمنتوج الجزائري والاطلاع على مجالات الشراكة وربط علاقات اتصال مع نظرائهم الألمان وإمكانية استكشاف زبائن جدد· ولاحظ المتدخل بأن فرص التواجد في السوق الألماني ممكنة من خلال صيغ مختلفة كالتصدير والشراكة والمناولة، معتبرا أن هناك مواد متعددة محلية قابلة للتسويق خاصة الصناعة النسيجية والزراعة الغذائية والتمور، مؤكدا على أن العملية تستوجب تفعيل قنوات الاتصال والتقرب أكثر من المستهلك الألماني· وأكد المدير العام للغرفة الجزائرية الألمانية على أن جودة المنتوج والقدرة التنافسية ليست كافيتين وحدهما لاقتحام السوق الألماني بل الأمر "يتطلب الأخذ في الحسبان جملة من العوامل التكميلية الأساسية كالتوضيب والتغليف الرفيعين والحصول على شهادة مطابقة المنتوج للمعايير الدولية للنوعية والصحة النباتية"· وبخصوص إمكانية جعل الجزائر وجهة سياحية مفضلة لدى الألمان قال المتحدث أن "السائح الألماني أمامه لائحة تضم 300 دولة تعد كل واحدة منها بمثابة مقصد سياحي محتمل الشيء الذي يدفع المتعامل الجزائري في القطاع إلى بذل جهود إضافية لإقناع القائمين على السياحة هنالك بأن بلاده أكثر جذبا"· وسمحت مداخلات المتعاملين الاقتصاديين بإظهار القدرة على ترقية وتنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات خاصة في قطاع الصناعة التقليدية والحرفية فضلا عن منتوجات الزراعة الغذائية· كما تم التطرق خلال هذا اليوم إلى أهمية تكثيف لقاءات جوارية دورية مماثلة بين المهنيين من البلدين كما تمت الإشارة إلى أن ترقية الصادرات نحو ألمانيا مرهونة بمسألة توفير خطوط مباشرة للنقل البحري بين البلدين·