باعتبارها قطبا لتطوير رياضة المبارزة بل ومهدها في الجزائر، أسند لمدينة وهران ممثلة في رابطتها الولائية تنظيم كأس الجزائر في صنفي الأواسط والأكابر (ذكور وإناث) التي عرفت مشاركة كثيفة ونوعية، حيث بلغ عدد المتنافسين فيها 242 مبارازا ومبارزة (111لدى الأواسط) و(131)، وجدوا في التنظيم الجيد - وهذا باعتراف الجميع - فرصة لتجديد طاقاتهم، وخاصة الدوليين منهم الذين اعتبر معظمهم أن منافسة الكأس تعد انطلاقة جديدة لهم للتحضير، والعودة إلى أحضان الفريق الوطني المقبل على موعدين هامين، متمثلين في البطولة العربية بالإمارات العربية المتحدة والألعاب العربية بالدوحة القطرية، كما هو شأن مبارِزة النادي الوهراني بلغزالي العالية التي حققت التميز بفوزها في اختصاص الشيش الذي انتقلت إليه، بعدما فشلت في اختصاص السيف، وأبدت سعادة لاتوصف بهذا الفوز الذي قالت عنه بأنه سيعيد فتح أبواب المواعيد الدولية أمامها من جديد. وما لوحظ في هذه المنافسة، هو مشاركة وتألق بعض المبارزين في الصنفين (الأواسط والأكابر) كما هو حال مبارزة نادي باب الوادي زرف آمال، وممثلي فريق المجمع النفطي باعوش مهدي وبن شحيمة والمقصود بهذا النهج في إدماج هؤلاء المبارزين للتنافس في جدولين، هو تحضير خلف شاب تطبيقا لبرنامج الإتحادية الجزائرية للمبارزة التي يرأسها مؤقتا برناوي رؤوف سليم، الذي أكد على تحسن المستوى الفني مقارنة بالسنة الفارطة، مما يبعث فيه بحسبه إرادة كبيرة للسعي من أجل توسيع ممارسة هذه اللعبة وطنيا، من خلال استحداث رابطات جديدة لتلتحق بالخمسة الموجودة حاليا، والتي لا تفي بالغرض، خاصة وأن هناك مدنا ومناطق بها أندية تمارس فيها لعبة المبارزة لكن دون أن تكون رسمية لافتقارها إلى رابطات رسمية، وهذا مشكل يضاف إلى آخر يتمثل في نقص القاعات المتخصصة لرياضة المبارزة، قال برناوي عنه بأنه طرحه على مستوى الوزارة، وتلقى وعدا بدراسته والعمل على حله جديا، معترفا في ذات الوقت بنقص العمل القاعدي، لكنه أبدى تفاؤله بعودة المبارزة الجزائرية إلى الواجهة من بوابة المواعيد العربية التي ستدفعها إلى ذلك المستوى العالي مثل هذه المنافسات الوطنية التي قال عنها بأنها تجمع وتلم عائلة المبارزة الجزائرية. أما براق عبد القادر المدرب الوطني السابق، والذي استحق الثناء كزميله أمزيان حسين البطل الإفريقي السابق والرئيس الحالي للرابطة الوهرانية على جهودهما المبذولة في توفير كل سبل نجاح هذا الموعد الرياضي طيلة ثلاثة أيام، فأعجب بمستوى منافسة الكأس لهذا العام، مبديا ثقته أن المبارزين الجزائريين سجلوا انطلاقة جيدة من قاعة قصر الرياضات ''حمو بوتليليس''، لأنهم تحرروا فما عليهم سوى التحلي بالمسؤولية ورفعة ذهنية يؤكد براق ل''المساء''. بالنسبة للنتائج الفنية النهائية، فقد كرست تفوق فريق المجمع النفطي الذي حاز في المجموع وفي الصنفين على ستة ألقاب متبوعا بثلاثة أندية، تحصلت على لقبين لكل واحدة منهما، ويتعلق الأمر بنادي باب الوادي وفريق القصبة ونادي شباب وهران، الذي سجل عودة قوية بصعود ستة مبارزين فوق المنصة، وهي نتيجة أفضل بكثير من المحصل عليها العام الماضي بسطيف، والتي اقتصرت على رتبة ثالثة من تحقيق ماسو مهدي الذي انتفض هذا العام ونال الكأس، وهذا الحصاد أثلج صدر النادي ومدربه بلجيلالي رشيد الذي أرجعه إلى الإرادة وحب العمل لدى أشباله.