عرض نهاية الأسبوع بقاعة ''الموقار'' الفيلم الوثائقي عن الشاعر الندرومي ''الشيخ قدور بن عاشور الزرهوني''، عن نصّ لعيسى شريّط وإخراج المتميّز نزيم قايدي، ويتناول هذا العمل الوثائقي الخيالي مسار الشاعر والموسيقي المتصوّف، الشيخ قدور بن عاشور الزرهوني، ويسلّط الضوء على مدار 52 دقيقة، على حياة هذا العَلَم الذي يعدّ من مؤسسي الزوايا في مدينة تلمسان. واعتمد صاحب النص عيسى شريّط في كتابة سيناريو العمل على ثلاثة محاور في حياة الرجل، هي محور ''الموسيقى التي تعلّمها وعلمها للآخرين''، ومحور ''الشعر حيث يعتبر شاعرا فحلا خصّص جل شعره في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام''، أما الثالث فيتعلّق ب''الجانب الروحي والتصوّف''. وانطلق شريّط في كتابة سيناريو هذا العمل - الذي سيليه عرض الفيلم الوثائقي ''بستان تلمسان'' للمخرج حفيظ بن صالح أيام الأحد والإثنين - انطلاقا من بعض الدراسات التي تناولت هذه الشخصية التاريخية العريقة في هذه المدينة والجزائر عموماً، وقد تمّ تصوير العمل في مدينة ندرومة بتلمسان التي ترك فيها أثراً طيبا يشهد له التاريخ بذلك الآن، إلى جانب مساهمة الروائي عبد الوهاب بن منصور في جمع المعلومات. وسعى القائمون على هذا الوثائقي المنتج ضمن تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، إلى الإشارة عبر شخصية الشيخ قدور بن عاشور، إلى أنّ الإنسان الجزائري له من العبقرية ما يمكّنه من جمع الكثير من المواهب، تماما مثل هذه الشخصية التي جمعت بين الموسيقى والغناء والشعر والتصوّف الديني، ويمكن عبر هذه الوسائل الفنية أداء الرسالة التربوية، فضلا عن تحقيق الإضافة النافعة للمحيط والمجتمع. ويوضّح الشريط تسلسل وتوارث العلم أبا عن جد من بداية التاريخ المكتوب إلى اليوم في مدينة العلوم والمعرفة المرتبطة الحلقات عبر الزمان، وصولا إلى دار الحديث، المدرسة الأولى التي بنتها جمعية العلماء المسلمين من أوّلها إلى آخرها، فهي ثمرة أهل تلمسان وحبّهم للعلم والعلماء وتفانيهم في خدمة الدين والعلوم بمختلف أصنافها.