فترة ما بعد الإفطار لم تعد مخصصة عند البعض لأداء صلاة التراويح وزيارة الأهل والأقارب والسهر في الخيمات والمقاهي، بل -أيضا- للتسوق واقتناء الخضر والفواكه وغيرها من الفضاءات التجارية. مع ارتفاع درجة الحرارة واكتظاظ الأسواق في الفترة الصباحية وبعد عادة التسوق لشراء ملابس العيد، فإن البعض أصبح يفضل الذهاب للتسوق بعد وقت الإفطار لاقتناء الفواكه والخضر ومختلف المتطلبات من الفضاءات التجارية أو ما يدعى ب''السوبيرات'' المتواجدة في مختلف أنحاء العاصمة والتي تبقى مفتوحة إلى غاية منتصف الليل ليلقى الزبون راحته ويكون له متسع من الوقت لاقتناء حاجياته. إذ ترى إحدى ربات البيوت ممن قابلتهن ''المساء'' في إحدى الفضاءات التجارية الواقعة ببلدية الشراة أن وقت ما بعد الإفطار أصبح أفضل الأوقات لديها للتسوق لا لعدم وجود الزحمة فيها فحسب بل لوجود كل ما هي بحاجة إليه، كما أصبحت هذه الفضاءات التجارية تخصص أروقة لشتى أنواع الخضروات والفواكه لتجعل منها سوقا صغيرا يمكن للزبون أن يختار بنفسه كل ''حبة'' يشتريها وبكل راحة ليكون العامل المشتغل هناك في خدمة الزبون يزن كيس الخضر والفواكه ذاك ويبلغه عن الثمن، حيث أصبحت حرية الاقتناء أمرا هاما بالنسبة للبعض وفي هذا الشأن تقول السيدة ''فاطمة'' أنها أصبحت تنفر من تلك الأسواق المكتظة والتي لا يمكنها اختيار ما تشتريه من خضروات ليتحول تسوقها في شهر رمضان في فترة ما بعد الإفطار وفيما يخص الأسعار فهي ترى أنها معقولة مقارنة بأسعار السوق العادية وتضيف أن ارتفاع بعضها يرجع الى كونها مستوردة وبما أن تلك الفضاءات التجارية مجهزة بمكيفات هوائية فإنه أمر يسهل عليها مهمتها. أما السيدة ''صفية''، طبيبة في إحدى مستشفيات العاصمة، فهي ترجع سبب تسوقها في فترة ما بعد الإفطار إلى ضيق الوقت كونها تشتغل طوال اليوم ولا تجد وقتا للذهاب إلى السوق وهي تكرر العملية ثلاث مرات في الأسبوع وتصف تلك الفضاءات التجارية التي تعرض خدماتها في فترة السهرة ب''المنقذة'' لها. لتكون نفس فترة تسوق سيدة أخرى عاملة في ورشة للخياطة والتي صرحت ل''المساء'' بأن ضيق الوقت وبُعد مقر عملها عن مقر سكناها بجعلها لا تتفرغ للتسوق على أكمل وجه فتفكيرها ولدى دخول السوق يكون منحصرا في الإسراع والعودة لإعداد وجبة الإفطار ما يجعلها تنسى العديد من متطلباتها لذا فإن تسوقها غالبا ما يكون في فترة ما بعد الإفطار، حيث تأخذ كل وقتها في ذلك لتضمن اكتمال قائمتها. وللسيدة ''مليكة'' نفس السبب في قدومها للتسوق في نفس الفترة ولأن الفضاء التجاري الذي اعتادت الذهاب إليه متواجد بقلب الحي الذي تسكن فيه بالقبة فإنها تفضل التوجه إليه بعد صلاة العشاء بصحبة ولديها وزوجها ما يمكنها من اقتناء كل ما تحتاج إليه من مواد غذائية وأخرى في الأروقة العديدة للمتجر ولكون زوجها يعمل طوال اليوم فإنها تصفها بالفرصة التي تجمع عائلتها لقضاء بعض الوقت سوية وتضيف أن ذلك الرواق الذي خصصه المتجر لبيع المأكولات المختلفة غالبا ما يخلصها من جوع طفليها لتكون سهرة ممتعة بالنسبة لجميع أفراد العائلة. وبالنسبة للسيد ''خالد'' الذي اعتاد منذ سنتين التسوق في السهرة الرمضانية فإنه يقول إن الأمر في البداية كان يتعلق بضيق الوقت كونه القائم على هذه المهمة في العائلة لكنه سرعان ما أصبحت طريقة في قضاء السهرة وتغيير الجو ولإصرار أفراد عائلته على الخروج ليلا وبدل السير بسيارته لمدة طويلة دون إيجاد مكان يقل فيه الاكتظاظ فإنه يفضل قضاء سهرته مع عائلته في تلك الفضاءات التجارية علما أنها لا توفر أي نوع من النشاطات الترفيهية ولتفادي الملل فإنه يغير اتجاهه في كل مرة وتتكرر العملية من ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع.