دعا المهندسون الفلاحيون الجزائريون المجمعات الاقتصادية الجزائرية العمومية والخاصة، إلى ضرورة الاستثمار في المجال الفلاحي، وبالتالي المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد. وكشف المتحدثون أن الفاتورة الوطنية الغذائية بلغت، إلى غاية نهاية جويلية الفارط، 3,5 ملايير دولار أي ما يعادل فاتورة سنة 2010 كاملة. وأكد رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين والتقنيين الفلاحين السيد زان يحيى في لقاء أمس، مع الصحافة بمنتدى المجاهد، بحضور عدد من الخبراء، أن الأمر الملح حاليا لمواجهة أية أزمات غذائية مرتقبة في السنوات المقبلة هو المضي نحو تحقيق زراعة صناعية تمكن الجزائر من ضمان أمنها الغذائي وهو أمر ممكن تحقيقه خاصة وأنها تمتلك العديد من الإمكانيات والثروات التي تسمح لها بتطوير إنتاجها الفلاحي وضمان اكتفائها الذاتي الذي يجنبها التبعية وبالتالي يسمح لها بتقليص حجم وارداتها من المواد الغذائية. وأضاف المتحدث أن الجزائر تشكو من ضعف الاستثمارات الكبرى في مجال الفلاحة الصناعية والتي تبقى ضعيفة للغاية وهذا رغم وجود العديد من هذه المجمعات، مشيرا إلى عزم سوناطراك على العودة إلى الاستثمار في الفلاحة في الجنوب بعد أن تراجعت عن ذلك في السنوات الأخيرة. واستطرد السيد زان يقول إن الأزمة الغذائية تطرق أبوابنا خاصة وأنها مست العالم بأكمله، ما يستوجب الإسراع في التشاور بين المختصين والخبراء وجميع الأطراف المعنية بعالم الفلاحة قصد إيجاد الحلول قبل فوات الأوان. واعترف الخبير أن عدم شعور الجزائريين بالأزمة الغذائية العالمية سببه سياسة الدعم التي تعتمدها الجزائر بالنسبة للمواد الغذائية الأساسية ذات الاستهلاك الواسع التي عرفت أسعارها في السنوات الأخيرة ارتفاعا مذهلا في السوق الدولية، علما أن هذا الدعم الذي يكلف الدولة أموالا طائلة بالعملة الصعبة لا يمكن أن يكون دائما بحكم التغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم في ظل سياسة انفتاح الدول اقتصاديا على بعضها. وأجمع الخبراء المشاركون في اللقاء على أن الخطوة التي لا بد منها حاليا هي وضع برنامج واعد للاستثمار في مجال الصناعة الفلاحية يشارك فيه الجميع مع اعتماد سياسة تسمح بإنشاء أقطاب صناعية فلاحية وتنويع النشاطات بغرض تقليص التكاليف. كما دعا الخبير نواد محمد أمقران الخبير في الفلاحة من جهته إلى رفع الرسوم عن النشاطات الفلاحية بالجنوب لتطوير الفلاحة في هذه المناطق التي أثبتت أنها قادرة على إعطاء الكثير للقطاع. وأشار إلى الظروف الصعبة التي يعمل فيها فلاحو هذه المنطقة والتي أدت إلى تخلي خيرة وأكفأ الفلاحين بها عن نشاطهم. ويأتي لقاء منتدى المجاهد، حسب رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين والتقنيين الفلاحيين، تحضيرا للمؤتمر العالمي للمهندسين الزراعيين الذي ستحتضنه مدينة كيبيك الكندية شهر سبتمبر 2012 والذي سيحرص المهندسون الجزائريون على أن تكون مشاركتهم فيه فعالة ومناسبة للعمل على رفع التحديات، كون أن مشكل الغذاء لم يعد مشكلا محليا بل تعدى ذلك ليصبح مشكلا عالميا، علما أن الغرض من تنظيم المؤتمر هو محاولة إيجاد حلول للأزمة الغذائية التي تحصد المزيد من الضحايا كما هو الحال حاليا بالقرن الإفريقي.