وجه السجناء السياسيون الصحراويون الذين لا زالوا يقبعون بالسجن المحلي بسلا 2 قرب الرباط منذ تفكيك قوات الأمن المغربية لمخيم اكديم ازيك في الثامن نوفمبر من العام الماضي نداء بهدف الضغط على الحكومة المغربية لحملها على احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وأكدت مجموعة السجناء الصحراويين التي أصبحت تعرف باسم ''مجموعة اكديم ازيك'' في بيان أول أمس، ''إننا ندعو جميع منظمات حقوق الإنسان الدولية والبرلمانات الوطنية والإقليمية والحكومات والشخصيات والفنانين والكتاب والمثقفين والأطباء والصحفيين وكل الضمائر الحية للضغط على الحكومة المغربية من اجل احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية''. وكانت المجموعة أشارت في تقريرها الأخير الذي يتضمن أحداث الأشهر العشرة الأخيرة في سجن سلا بالمغرب بان السجناء الصحراويين قد تعرضوا ''لأعمال تعذيب جسدية ونفسية ومعاناة ستظل آثارها إلى الأبد ماثلة على جسم ونفسية كل معتقل والتي تدل على ظلم ووحشية آلة قمع المخزن المغربي تجاه الصحراويين''. وطالب هؤلاء المعتقلون بعد أن ابرزوا الوضعية الصحية المأساوية لغالبية السجناء ''جميع منظمات حقوق الإنسان المغربية والدولية للتدخل لدى السلطات المعنية'' حتى يتمكنوا من ''الحصول على العلاج الطبي الذي يعد حقا أساسيا''. كما أعربوا عن تنديدهم ''لكون أن خمسة سجناء قد تم استدعاؤهم خلال الأسابيع الخمسة الماضية إلا أن إشعارات محامي الدفاع لا يتم احترامها مما يؤكد أن هناك نية مبيتة لتمديد الحبس الاحتياطي واستعمال هذا السجن التعسفي كانتقام سياسي''. وطالبوا في نفس الإطار ''ببراءتهم من التهم الموجهة إليهم رافضين الأدلة الملفقة'' ضدهم متسائلين في الوقت نفسه عن المبرر من متابعتهم أمام المحكمة العسكرية'' قبل أن يصرحوا بأن ''الشروط الأساسية لمحاكمة عادلة غير متوفرة'' ابتداء من ''التناقض بين القانون المطبق وقرائن البراءة فضلا عن قاعدة احترام الآجال''. ويطالب السجناء الصحراويون ''بالإفراج اللامشروط'' أو ''حقهم في محاكمة منصفة تحترم كل الشروط وكذلك حضور مراقبين دوليين مستقلين''. ونددوا ''بشدة بكل أشكال القمع'' تجاه عائلاتهم، منوهين ''بكل أعمال التضامن للمطالبة بإطلاق سراحنا وكذا كافة السجناء السياسيين الصحراويين'' قبل أن يجددوا تمسكهم بحق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير من خلال استفتاء حر تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي''. وكانت القوات المغربية قد أوقفت خلال تفكيك المخيم الصحراوي لاكديم إزيك بالعيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة حوالي عشرين صحراويا. ونسبت إليهم تهم ''المساس بأمن الدولة الداخلي والخارجي وتكوين جماعة مجرمين والمساس بالموظفين العموميين في إطار ممارسة عملهم'' وكلها جرائم تعرض أصحابها لعقوبة السجن المؤبد. ونظم أفراد عائلات السجناء الصحراويين تجمعات مختلفة للمطالبة بالإفراج عن ذويهم أو تنظيم محاكمة عادلة ومنصفة بحقهم، إضافة إلى المطالبة بتحسين ظروف حبسهم وكذلك تمتعهم بحق الزيارة. وجاءت هذه الوقفات الاحتجاجية بعد شن السجناء الصحراويين إضرابا عن الطعام لمدة تجاوزت15 يوما لتنبيه الرأي العام حول ظروف اعتقالهم.