تواصل، أمس، بمقر ولاية الجلفة، الحوار التشاوري حول التنمية المحلية الذي انطلق برئاسة رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، بتكليف من رئيس الجمهورية، باستعراض ولاة كل من الجلفةوالأغواطوالمسيلة جهود التنمية التي بذلتها السلطات العمومية على مدار العشر سنوات الأخيرة، معرجين في الوقت ذاته على العوائق والمشاكل التي تحول دون تحقيق الأهداف التنموية المسطرة بهذه الولايات. وحسب حصيلة قدمها والي المسيلة خلال هذا اللقاء -الجاري بمقر ولاية الجلفة برئاسة السيد محمد الصغير باباس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي- فإن المسيلة استفادت في السنوات العشر الأخيرة من مخصصات مالية تجاوزت 186 مليار دينار في مختلف البرامج التي جاءت لتلبية الحاجيات الضرورية والمستعجلة للسكان وتحسين ظروفهم المعيشية في شتى المجالات. واستفادت الولاية بمقتضى الخماسي الجاري من غلاف مالي قارب ال153 مليار دينار والتي تم تبليغ شطر كبير منها برسم سنة 2010-2011 بقيمة فاقت 38 مليار دينار، حسب ذات المسؤول الذي عرج بعد ذلك على العوائق لاسيما منها الطبيعية التي تقف حجر عثرة أمام استغلال الإمكانات والمؤهلات الهائلة للولاية كما هو الحال للفيضانات التي تتعرض لها الولاية باعتبارها تشكل مصبا طبيعيا لأودية الولايات المجاورة وكذا خطر تلوث المياه الجوفية بسبب صب المياه المستعملة في الأودية ناهيك عن قلة الغطاء النباتي وظاهرة التصحر، هاتان الظاهرتان اللتان تسهلان زحف الرمال خاصة في الجهة الجنوبية للولاية. أما والي الأغواط فقد أشار بدوره إلى أن هذه الأخيرة قد استفادت من غلاف مالي إجمالي بقيمة 5ر119 مليار دينار خلال الفترة الممتدة من 1999 إلى 2009 مس جميع القطاعات وكان لها أثرها على واقع التنمية المحلية بالولاية. أما في إطار البرنامج الخماسي الحالي (2010-2014) فقد تم تخصيص 117,5 مليار دينار، منها 36,65 بعنوان 2010-2011 في حين تم تسجيل استهلاك ما نسبته 62,41 بالمائة من مجمل الاعتمادات المالية المسجلة إلى غاية 15 سبتمبر الجاري. أما أهم العوائق المسجلة أمام مواصلة جهود التنمية المحلية فقد لخصها الوالي في التوزيع اللامتجانس للأراضي الفلاحية والموارد المائية وكذا الاستغلال العشوائي لهذه الأراضي بالإضافة إلى شساعة مساحة الولاية وتبعيتها للشمال فيما يخص التموين وضعف التأطير الإداري وتردي النتائج المدرسية بسبب العجز في التأطير البيداغوجي خاصة في شعب الرياضيات واللغات الأجنبية. من جانبه أشار والي الجلفة إلى أن هذه المنطقة استفادت من مخصصات مالية بقيمة إجمالية فاقت 110 مليار دينار خلال الفترة 1999-2010 أسهمت بشكل كبير في تحريك عجلة التنمية بالولاية. وعند تطرقه إلى عقبات التنمية أشار ذات المسؤول إلى نقص الاستثمارات المنتجة الخاصة مما انعكس سلبا على نسبة التشغيل محليا وكذا صعوبة الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للسكان فيما يخص السكن. وتواصلت أشغال هذا اللقاء التشاوري بالاستماع لانشغالات واقتراحات ممثلي المجتمع المدني لكل من الولايات الثلاث ليختتم بجلسة عمل جمعت السيد باباس بالمنتخبين المحليين لهذه الولايات. وكانت أشغال اللقاء التشاوري الثامن حول التنمية المحلية التي خصت لأول مرة الولايات الثلاث قد انطلقت، مساء الثلاثاء، برئاسة رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي السيد محمد الصغير باباس الذي قام بجولة ماراتونية بدأها مطلع الأسبوع الجاري بداية من ولاية الوادي ثم ولاية غرداية لتكون الجلفة محطته، أمس، في جلسات التشارور التي كلفه به رئيس الجمهورية شهر ماي الفارط والرامية إلى تكييف أهداف التنمية المحلية لما يستجيب لتطلعات المواطنين. للإشارة فإن هذه اللقاءات كانت قد شملت كل من تندوف، إليزي، تمنراست، أدرار، بشار، الواديوغرداية.