سطّر المركز الثقافي الجزائري بباريس برنامجا ثقافيا ثريا خاصا بالثلاثي الأخير من السنة الجارية ,2011 والمتضمن أساسا جوانب عدة من التراث الوطني ومن تاريخ ثورة التحرير. كعادته، لا يكف المركز عن استقبال بعض الأسماء الغنائية الجزائرية التي تحط بفرنسا لتلبي طلبات الجالية الجزائرية والمغاربية عموما، المتعطشة لكل ماهو فن جزائري. من الأسماء التي سيتم استدعاؤها، الفنان هواري بن شنات الذي سيقدم حفله في 29 أكتوبر الجاري بوصلة من أغاني الراي الأصيل وبتكريم منه لشيوخه منهم؛ بلمّو وبوثلجة في سهرة 2 و3 ديسمبر، ستقام قعدة أندلسية مع الفنان نصر الدين شاولي، حيث سيقدم صندوق ألبوماته (المتضمن 4 ألبومات) في نوبة المايا وحسين وزيدان وسيكا قبله، وفي 18 نوفمبر، سيحط الشاب صحراوي بالمركز ليقدم ألبومه الجديد متعدد الطبوع من الصلصا إلى ريغا إلى الفلامنكو، كما سيكرم ببعض أغانيه الجميلة الراحلة الشيخة الريميتي. في أجواء شعبية راقصة ولأول مرة، سيستقبل المركز يوم 9 ديسمبر، مراد جعفري المعروف عند جاليتنا هناك. في عروض الركح، سيتم تقديم عرض فني يوم 19 أكتوبر وفي 10 نوفمبر لمصطفى بوطاجين بعنوان ''تحت الرصيف: الفجر'' ليبرز مسيرة أكبر الفنانين منهم؛ شيكو بوشيخي مؤسس فرقة ''جيبس كينغ''، ودييغو سيالا آخر أمراء سيرك إميليان بوقليون وكذا السيناريست توني اتليف وغيرهم. في 14 أكتوبر الجاري، سيقدم عرض ''التفاحة والسكين'' لعزيز شوافي (عن نص عبد المالك حياد) ومن إخراج عادل حكيم، يستعرض تاريخ أحداث 14 أكتوبر1961 بباريس وكيف عاقب موريس بابون الجزائريين بالقتل، مما خلف مئات الضحايا. العرض يقدم في إطار الذكرى ال 50 لهذه الأحداث الأليمة، والتي تعتبر فترة مظلمة من تاريخ فرنسا المعاصر. العرض التراجيدي تقدمه مجموعة من الممثلين الفرنسيين. أما في 28 أكتوبر، فسيعرض ''فايس بوك تشوتش: وان مان شو'' لمصطفى عياد مع جمعية أصدقاء رويشد. يروي العرض قصة فنان متقاعد سئم اختلاطه بالناس، ففضل العزلة إلى أن اكتشف وسيلة التواصل الاجتماعي ''الفايسبوك'' ليعيد رسم حياته، من الملتقيات التي يقترحها المركز ملتقى ''تلمسان مدينة الثقافة والتفتح'' يومي 20 و21 أكتوبر، وهو من اقتراح ''الجمعية الوطنية أصدقاء تلمسان'' بباريس، وسيكون متبوعا بحفل أندلسي مع جمعية ''أجواء الأندلس'' التلمسانية. في17 نوفمبر، سيكون اللقاء مع المؤرخة مليكة رحال لتقديم كتابها ''علي بومنجل (19191957) قضية فرنسية، تاريخ جزائري ''وهو عبارة عن بيبليوغرافيا خاصة بالشهيد، علما أن المصادر التاريخية والكتابات الخاصة لهذا المناضل قليلة. ينظم المركز العديد من اللقاءات والتكريمات خاصة لجيل المجاهدين، منها لقاء الشهر القادم مع المجاهد محمد رباح وعبد القادر جيلالي الروج للحديث عن ''مسارات ورجال''، لقاء آخر سينظم في 22 سبتمبر مع كاترين روسي وبرونو فونتو نير للحديث عن ''دفاتر تلمسان'' مأخوذة عن الرحالة. من الأفلام السينمائية والأشرطة الوثائقية، يعرض فيلم ''ألبير كامو'' ل سيسيل كليرفال ميلو، تبرز فيه مسيرة الرحل مع عرض قراءات له وإبراز لبعض نصوصه. في 11 أكتوبر، يعرض فيلم ''الأرض تتكلم العربية'' ل ماريس رور وهو يتناول القضية الفلسطينية ونضال شعب فلسطين. في 4 نوفمبر، سيعرض فيلم ''مصطفى بن بولعيد'' لأحمد راشدي وذلك في إطار الذكرى ال57 لثورة التحرير، مع تنظيم ندوة بعد العرض يحضرها مجاهدون وينشطها عبد المجيد شيخي المدير العام للأرشيف الوطني. نصر الدين قرفي سيقدم فيلم ''ابن بئر خادم'' وهو بورتريه لشخصية متميزة تدعى دانيال تيمست، الفيلم تكريم للمحاربين الجزائريين غير المسلمين الذين ساهموا في الثورة. أما الفيلم الوثائقي ''الطريق الوطني رقم ''1 (2400 كم) لهنري جاك بواس، فيصور الطريق الرابط بين عين زام والعاصمة البيضاء، أي ذلك الطريق الرابط بين ساحل الصحراء والمتوسط. من المعارض التي ستقام معرض خاص بتاريخ الهجرة بفرنسا يستمر إلى غاية 13 أكتوبر، يقدم بالصور معاناة العمال الجزائريين في مصانع رونو. المعرض من توقيع يان موري رويان. كما سيقام من 16 نوفمبر حتى 2 ديسمبر معرض ''لقاء الأرض بالزجاج'' مع ليلى مرابطي فنانة الخزف ودانيال بواسو فنان الزجاج اللذان يشكلان ثنائيا يتبادلان التقنيات ويوقعان سويا المعرض. نشاطات أخرى ستمتع الجمهور الباريسي وستسمح له باكتشاف ثقافة جزائرية ذات آفاق إنسانية واعدة.